فاز السياسي المخضرم جورج غالاوي بنحو 40% من الأصوات في الانتخابات الفرعية للبرلمان البريطاني عن مدينة روتشديل، التي هيمنت عليها الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
واستهدف غالاوي زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في خطاب النصر وقال “كير ستارمر، هذا من أجل غزة”، وأضاف “ستدفعون ثمنا باهظا للدور الذي لعبتموه في تمكين الكارثة وتشجيعها وتغطيتها، التي تحدث حاليا في غزة المحتلة في قطاع غزة”.
وقد أطاح غالاوي، وهو عضو برلماني سابق عن حزب العمال، بحزبه السابق في 3 انتخابات، وسيعود إلى البرلمان للمرة الرابعة خلال 37 عاما.
وقال غالاوي “إن حزب العمال يدرك أنه فقد ثقة الملايين من ناخبيه الذين صو ّتوا له بإخلاص جيلا بعد جيل”.
وعلى الرغم من الحملة التي هيمنت عليها الأحداث في الشرق الأوسط، قال غالاوي إنه يأمل في تشكيل “تحالف كبير” مع أعضاء مجلس روتشديل للعمل على القضايا المحلية.
ويأتي فوزه بعد واحدة من أكثر الانتخابات الفرعية إثارة للجدل في الذاكرة الحديثة.
وكان فريق غالاوي واثقا للغاية لدرجة أنهم أطلعوا الصحفيين في غضون ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع على أنه فاز “بشكل مريح”.
فوضى بحزب العمال
وكان حزب العمال، الذي يدافع عن أغلبية تقترب من 10 آلاف صوت ويحتل مرتبة عالية في استطلاعات الرأي، يتوقع منافسة مباشرة لاستبدال النائب الحالي، توني لويد، الذي توفي في 17 يناير/كانون الثاني الماضي بسبب سرطان الدم.
لكن الحملة دخلت في حالة من الفوضى عندما تبين أن مرشحها أزهر علي كرر نظريات المؤامرة المناهضة لإسرائيل بشأن عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي شنتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وفصائل من المقاومة الفلسطينية ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في القدس والضفة الغربية.
واضطر حزب العمال في النهاي ة إلى التبرؤ من علي والتخلي عن حملته بعد أسبوع واحد فقط من المنافسة.
وعلى الرغم من أن اسم علي كان على ورقة الاقتراع، فقد فات الأوان لاختيار مرشح آخر، إلا أن حزب العمال أوقف جميع الحملات الانتخابية في المدينة منذ ما يقرب من 3 أسابيع.
من ناحية أخرى، كان غالاوي مندفعا ومتحمسا، فقام بجولة في روتشديل بمكبر الصوت، واصفا الانتخابات الفرعية بأنها “استفتاء على غزة”، وفرصة لتنظيم احتجاج ضد حزب العمال.
وظل غالاوي من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، حيث قاد قوافل شريان الحياة الدولية إلى غزة التي زارها مع ناشطي التضامن، وحصل على الجنسية الفلسطينية التي قدمها له إسماعيل هنية الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة آنذاك.