قال وزير الثقافة غسان سلامة، في كلمة ألقاها عند تسلمه الوزارة اليوم الثلاثاء: “عندما يصاب المرء بفيروس الثقافة لا يشفى منه، وهذه حال مخاطبكم وحال غيري من أعضاء هذا الحفل الكريم. ولذلك، أعود بملء إرادتي إلى هذه الوزارة، وأنا ألم تماما هزالة ميزانيتها وصعوبة عملها والإحباط الذي قد تثيره في نفوس المتعاملين معها، لكني جئت من ضمن فريق حكومي جديد، وسأثبت لأعضاء هذا الفريق أن لوزارة الثقافة دورا تحسد عليه في الورش الكبر التي ستنكب الحكومة عليها، أولا موضوع إعادة الإعمار، حيث أن لوزارة الثقافة دورا أساسيا في عملية إعادة الاعمار، ليس فقط لأن بعضا من آثارنا أُصيب جراء الضربات الإسرائيلية، ولكن مسؤولية هذه الوزارة برأيي هي إعادة بناء البنى الفوقية، بينما تهتم وزارات أُخرى بإعادة بناء البنى التحتية”.
وأشار إلى أن “البنى الفوقية هي نسق من القيم والمعارف التي من دونها تصاب الهوية بشلل، وبالتالي مسؤولية الوزارة هي في إعادة هذه البنى التي إن بقيت مهمشة أو مهشمة، فإن اعادة بناء البنى التحتية تبقى ناقصة لأنها لم تقم على قيم مشتركة وأفكار مشتركة و نسق تفكير مشترك”، وقال: “إن المهة الثانية للوزارة في المشروع الحكومي الجديد تتعلق بتحفيز النمو الاقتصادي، ومن الأمور التي يتجاهلها الكثيرون الدور الأساسي للثقافة في لبنان في نمو الناتج القومي”. أضاف: “نحن في لبنان من الدول الأعلى في نسبة الصناعات الثقافية من الناتج القومي، فهناك دول تتباهى بأن لديها 10 في المئة من الصناعات الثقافية من الناتج القومي، ونحن بتقييمي، وقد أكون مخطئا إلى هذا الحد أو ذاك نتجاوز ال20 في المئة، لأن هذا البلد اختار منذ إنشائه أن يكون مجالا للحرية والابداع. وبالتالي، فإن عدم وجود نوع من تأميم للثقافة كان فأل خير علينا لأن حرية الابداع كانت كافية”.