علّقت السفارة الأميركية على الاحتجاجات التي اندلعت بعد ظهر اليوم في محيطها، ولفتت إلى أن “المتظاهرين العنيفين ألحقوا أضراراً بالممتلكات الخاصة في الحي المحيط بالسفارة، لكن موظفي السفارة ومرافقها ظلوا آمنين ولم يلحق بهم أي ضرر”. وشهد محيط السفارة الأميركية تظاهرات احتجاجية بعد مجزرة مستشفى المعمداني في غزّة، وتحوّلت هذه التظاهرات إلى عنف، وحرق المحتجون المحلات التجارية.
دعت قيادة الجيش المواطنين إلى التحلّي بالمسؤولية، والالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وعدم التعرّض للعسكريين والأملاك العامة والخاصة، وذلك بعدما حصلت مظاهرات وتحركات تخللتْها أعمال شغب وتخريب وتعديات على الأملاك العامة والخاصة، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح مختلفة أثناء تنفيذ مهمات حفظ أمن التظاهرات.
على وقع السقوف السياسية العالية، وفي ظل المحاولات للحؤول دون تمدد نيران الصراع الى لبنان، وبالتوازي مع التحركات في الدول العربية والأجنبية المستنكرة للمجزرة الاسرائيلية في غزة، عمّ الحداد الوطني البلاد على شهداء مجزرة مستشفى المعمداني ، على وقع تنظيم تحرّكات غاضبة شهدتها مختلف المناطق اللبنانية.
فبعد ليلة صاخبة امام السفارات وفي المخيمات الفلسطينية ومختلف المناطق، يبدو أن حالة الغليان والغضب تجددت مع مواجهات بين المتظاهرين والعناصر الأمنية في محيط السفارة الأميركية ، مع ازدياد في إنضمام عدد إضافي من المتظاهرين الى حدود السياج الشائك .
وقام العديد من المتظاهرين برمي عدد كبير من الحجارة والمفرقعات على الحواجز التي اقامتها الأجهزة الأمنية أمام السفار الأميركية في عوكر، رافعين الأعلام الفلسطينية وسط هتافات تندد ب العدوان على غزة.
وأقيم اليوم تحرّكاً مركزياً أمام مبنى الإسكوا في بيروت، كما نفذ “حزب الله” تجمعاً تضامنًا مع غزة واستنكارًا للمجازر الوحشية بحق الأطفال والعدوان الإرهابي على المستشفى المعمداني في باحة الشورى في حارة حريك.
في السياق، نفذ المساعدون القضائيون في قصر العدل في بيروت، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، واستنكاراً وتنديداً بالممارسات الإسرائيلية الإجرامية ضده، وقد توقف الموظفون عن العمل مدة ساعة من الوقت بين الحادية عشرة والثانية عشرة ظهراً.
كما نفذت اليوم وقفة تضامنية، بدعوة من وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، أمام الوزارة، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني واستنكاراً للمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي والتي كان آخرها أمس المجزرة التي ارتكبها بحق المدنيين من أطفال ونساء في مستشفى المعمداني في غزة.
وشارك في الوقفة حشد من ممثل ي الفصائل الفلسطينية ونقابيين وإعلاميين ومواطنين، إضافة إلى موظفي وزارة العمل حيث أشار بيرم إلى أنّ “ما شهدناه بالأمس من جريمة ومذبحة ومحرقة حقيقية بتغطية أميركية وغربية منافقة أسقطت كلامهم وخطابهم عن حقوق الإنسان. فإن ازدواجية المعايير وصلت إلى حد لم يعد يطاق”، وقال:“هذه دعوة لكل الشعوب أن تنزل إلى الشوارع أن تغضب أن ترفع صوتها وأن تطرد سفراء الإجرام سفراء الدول التي تغطي الجريمة”.
كذلك، أقام مركز “اليوسف الاستشفائي” في حلبا وقفة تضامنة مع غزة استنكارًا للعدوان الوحشي الإجرامي الذي طال المستشفى المعمداني، ونظمت أيضًا وقفة تضامنية للجسم الطبي في مستشفى سيدة السلام القبيات، مع ضحايا الاعتداء الغاشم على غزة وضحايا مستشفى المعمداني منددين بهذة البربرية.
ونفذ مستشفى المنية الحكومي والكادر الطبي والهيئة الإدارية وأعضاء جهاز “إسعاف سبل السلام” أيضًا وقفة تضامنية مع قطاع غزة، تنديدًا بالمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مجرزة المستشفى المعمداني، ووقفوا دقيقة صمت حدادًا على أرواح الشهداء في غزة، ورفعت خلال الوقفة أعلام فلسطينية ولافتات نددت بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكابه مجازر في حق المدنيين واستهدافه المستشفيات.
إلى ذلك، نفذت إدارة وأطباء وموظفي مستشفى صيدا الحكومي وقفة تضامنية مع أهلنا في غزة. وتلا رئيس لجنة موظفي صيدا الحكومي خليل كاعين بيانًا باسم المعتصمين، دان فيه “جرائم القتل والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني.
هذا ونظمت بلدية بعلبك وقفة تضامن مع غزة وفلسطين أمام سرايا بعلبك، بمشاركة مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، وفعاليات سياسية ودينية ونقابية وبلدية واختيارية واجتماعية، واعتبر الشل أنّ “ما تتعرض له فلسطين المحتلة وغزة الجريحة لهو عار على كل جبين الأمة وكل الأمم المتحدة وكل دول العالم التي لا تنصر المظلومين”.
بدوره، رأى المفتي الرفاعي أن “طوفان الأقصى الذي انطلق منذ عدة أيام جاء للدفاع عن المقدسات، وضد تدنيس المسجد الأقصى والمؤامرات التي كانت تحاول أن تبدأ بعمليات الهدم تمهيدًا للهيكل المزعوم، وإن النتائج التي حققتها المقاومة في اليوم الأول في طوفان الأقصى يفوق كل التوقعات، وأكدت أن هذا العدو نمر كرتوني أو من ورق، لقد انهار مباشرة وسقط له عدد كبير من المغتصبين ومن الجنود الأسرى”.
وألق ى كلمة الفصائل الفلسطينية عبد الكريم طه، فقال: “اليوم يرفع علم العزة التي فقدتها الكثير من الدول المطبعة، والعواصم التي كانت مأوى للقرار الصهيوني، اليوم المقاومة تقول في فلسطين الشأن لنا، والقرار لنا، ونحن الذين نوقت المعركة، وكل جبروت بني صهيون تحت أقدام المجاهدين”.
وتضامناً مع اهل غزة وفلسطين المحتلة، وإدانةً لصمت العالم عن تمادي العدو الإسرائيلي في إجرامه ضدهم، دعا “تيار المستقبل” ، اليوم الأربعاء وغداً الخميس، إلى وقفات تضامنية تنظمها منسقياته في المناطق اللبنانية.
كما دعت منظمة “الشباب التقدمي” الى “وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني الجبار، استنكاراً للمجازر اللّا إنسانية التي تقام بحقه في عدد من المناطق.