"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

غالب و...مغلوب!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 11 يونيو 2023

من أجل وضع حدّ للتطورات الدموية التي شهدتها “ثورة1958 ” في لبنان، أطلق رئيس الحكومة الراحل صائب سلام شعار ” لا غالب ولا مغلوب”.

هذا الشعار يتم توسّله، اليوم من أجل تحديد الوجهة التي يجب أن يسلكها الإستحقاق الرئاسي. فهل يقع في مكانه الصحيح؟

مطلوب للأجابة عن هذا السؤال، معرفة ما إذا كان الإستحقاق الرئاسي “ثورة دموية” ومعارك عسكرية ومتاريس حربيّة، فإذا كان الأمر كذلك، فكل الشعارات “التهدوية” تصبح صالحة، بحيث “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم” بحيث يتم تمكين الدولة وسلطاتها السياسية ومؤسساتها العسكرية، من أن تستعيد الكلمة العليا!

ولكنّ الإستحقاق الرئاسي ليس كذلك، فهو يفترض أن يكون وليد الإنتخابات التي تستدعي، بطبيعتها، وجود “غالب” ينتصر في المعركة الديموقراطية و”مغلوب” يهنّئ من حقق أهدافه، بالوسائل الدستورية والشرعية والمشروعة.

إنّ تطبيق شعار “لا غالب ولا مغلوب” على الإستحقاق الرئاسي، يعني أنّ هناك تواطؤًا من كل من يسعى اليه في الداخل والخارج الى نسف كامل للدستور اللبناني والى انقلاب تام على النظام.

في واقع الحال، إنّ من يريد تطبيق نظرية “لا غالب ولا مغلوب” على الإستحقاق الرئاسي، هو الذي، عن وعي تام أو عن غباء مقيت، يريد أن يساعد “الغالب” في الميدان العسكري غير الشرعي على أن يسحق سياسيًّا “المغلوب” عسكريًا.

نعم لإعادة الإعتبار الى شعار “لا غالب ولا مغلوب”، ولكن في المكان الذي وجد من أجله، أي في الميدان العسكري.

إنّ “حزب الله” يتعاطى مع البلاد والعباد، من موقع “الغالب” متكئًا على ترسانة أسلحة وعلى فرق موت وعلى أسبقيات مرعبة وعلى أسر طائفة كاملة.

ما ينشده كثيرون في لبنان، بمناسبة الإستحقاق الرئاسي، هو كسر معادلة “الغالب والمغلوب” الميدانية من أجل التوصل الى معادلة “لا غالب ولا مغلوب” سياسيّة، بحيث يصبح “حزب الله” لاعبًا سياسيًّا حقيقيًّا، فينتصر، بالسياسة، حيث ينتصر وينهزم بالسياسة حيث ينهزم، مثله مثل سائر الأفرقاء في لبنان الذين “يحكّون أدمغتهم” ولا يشهرون، مثل زعران الشوارع، سلاحهم “كلّما دق الكوز بالشجرة”!

المقال السابق
أزعور يعرّف عن ...نفسه!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية