منذ الشهر الأول من العام الجديد ويشهد لبنان انتشارًا واسعاً للفيروسات التنفسية المسببة لأعراض الزكام والانفلونزا “الشديدة” التي تمتد لأسابيع، إلا أن فيروس H1N1 الانفلونزا الموسمي يتصدّر المشهد الصحي، بـ “اجتياحه” لبنان إذ يكاد لا يخلو منزل من إصابة أو أكثر بالفيروس.
وفي الأيام القليلة الماض ية عجّت المستشفيات بالمصابين بالـ H1N1، بسبب اشتداد العوارض وطول مدة الاصابة وسط موجة ذعر من استرجاع نسخة كورونا بعد أن “فوّلت” أسرّة المستشفيات، حتى وصل الأمر في بعضها إلى عدم توفّر أسرّة للمصابين بأمراض أخرى.
لماذا يسجل لبنان ارتفاعاً كبيراً في الاصابات بالـ H1N1؟
وهل من وضع استثنائي يستدعي القلق؟
طبيب الأطفال برنارد جرباقه قال لموقع الجريدة إن “فيروسات الإنفلونزا ومنها الـH1N1 كما والنوع B هم الأكثر انتشاراً في لبنان والعالم في هذا الوقت، وهذا الانتشار عالمي وموسمي، وليس بجديد بل سنوي، وبالتالي يجدر انتظاره والوقاية منه.
وعلى الرغم من أن المستشفيات تعجّ بالمصابين بالفيروس، إلا أن الاصابة به أمر اعتيادي وروتيني، وفي معظم الحالات يتم علاجه في المنزل.
وتتشابه أعراض الإنفلونزا مع أعراض عدة فيروسات أو بكتريا تنفسية، وتتركز على حرارة أحياناً مرتفعة قد تتجاوز الـ 40 درجة، إلتهاب في القصبات الهوائية، آلام في الجسد، فقدان الشهية وخمول الجسم، وفيروس الإنفلونزا يؤذي بصورة خاصة الرضّع، كبار السنّ، أصحاب الأمراض المزمنة: النفسية، القلبية، السكّري، السرطان.. كما ومن يحمل أمراض ضعف المناعة أو يتناول أدوية تضعف المناعة، والحوامل.
لذلك، يجب حماية هؤلاء بالدرجة الأولى، لأن في حالة الإصابة بالمرض ستكون الأعراض أكثر شدة، وقد يتطلب الوضع الصحي دخول المستشفى وحتى العناية الفائقة.
وقد تصل فترة حضانة الفيروس إلى 7 أيام وأكثر، وقد يصاب شخص بالفيروس من دون ظهور أعراض عليه، وبالتالي ينقل العدوى إلى الآخرين.
وبحسب د. جرباقة إن فيروس A-H1N1 أو B عادة ما يكون أكثر شدة على الذين يعانون من أمراض، لذلك نوصي بأخد لقاح “الإنفلونزا” قبل بدء الموسم، للوقاية من المرض أو لتخفيف شدة العوارض في حال الإصابة بالفيروس.
وعن أسباب ارتفاع تسجيل حالاتA H1N1 و B، لفت إلى أنه وخلال السنوات الماضية كان الناس أكثر حرصاً ويتبعون إجراءات وقائية بسبب فيروس كورونا، ما حد من انتشار الفيروس بين الناس، أما اليوم تبدد الخوف والوقاية تلاشت.
وفي إحصاء محدث صادر عن منظمة الصحّة العالميّة تتسبّب الأنفلونزا الموسميّة بـ 290.000 إلى 650.000 حالة وفاة سنوياً.
وهنا شدد د. جرباقة على ضرورة الالتزام بالإرشادات الطبية للحماية: المحافظة على النظافة، غسل الأيدي بشكل دوري، الإبتعاد عن المصابين بالفيروس، خاصة في أماكن التجمعات والأماكن المغلقة والمكتظة.
وفي الخلاصة يوصي جرباقة:
الوقاية المبكرة من خلال اللقاح الموسمي
إعتماد التباعد الاجتماعي خلال ذروة الموسم
عدم إرسال الأطفال إلى المدرسة أو دار الحضانة في حال الإصابة أو الحرارة
تفادي المضادات الحيوية، إلا بوصفة طبية وعند الإصابة البكتيريّة.
استعمال المضادات الفيروسية بعد استشارة الطبيب وعند وجود عامل استضعاف لدى المصاب.