يحتفل العالم في الثاني من أبريل/نيسان من كل عام باليوم العالمي للتوحد، وشعار احتفال اليوم العالمي للتوحد 2024 هو: “الانتقال من البقاء إلى الازدهار: وجهات نظر إقليمية من حياة وتجارب الأشخاص المصابين بالتوحد”. وبهذه المناسبة نقدم في هذا التقرير أحدث الدراسات العلمية حول اضطراب التوحد.
ومنذ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة الثاني من أبريل/نيسان يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد في عام 2007، حيث تحتفي الأمم المتحدة بهذا اليوم كوسيلة لتأكيد وتعزيز وتنفيذ جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المصابين بالتوحد على مستوى العالم على أسس متساوية وشاملة مع الآخرين، وهذا وفقا لبيان على موقع الأمم المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة إن قرار الجمعية العامة الصادر عام 2007 يؤكد أهمية رفع مستوى الوعي العام بمرض التوحد. “واليوم، بعد مرور 17 عاما، انتقلنا من مجرد رفع مستوى الوعي إلى تعزيز قبول وتقدير الأشخاص المصابين بالتوحد ومساهماتهم في المجتمع”.
فعالية عام 2024
ويقول بيان الأمم المتحدة إن احتفالية هذا العام تهدف إلى جلب منظور عالمي شامل حول التوحد من خلال التركيز بشكل فريد على أصوات وتجارب الأفراد المصابين بالتوحد أنفسهم. بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأشخاص المصابين بالتوحد، ليتمكنوا من تحقيق النجاح.
ويشارك في الفعالية مجموعة من المتحدثين المصابين بالتوحد من جميع مناحي الحياة يمثلون 6 مناطق: أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وأميركا الشمالية وأوقيانوسيا.
وهذه أحدث الدراسات العلمية حول التوحد، موضحا ملخص الدراسة والجهة التي أجرتها وتاريخ نشرها:
تجنب تعرض الوالدين للمواد السامة يقلل خطر التوحد لدى الأبناء:
أظهرت الدراسة أن تجنب الوالدين للتعرض للمواد السامة يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال.
تقييم مرض التوحد باختبار للعين:
اكتشف العلماء طريقة جديدة لاختبار مرض التوحد عن طريق قياس كيفية تحرك عيون الأطفال عندما يديرون رؤوسهم. ووجدوا أن الأطفال الذين يحملون جينا مختلفا يرتبط بالتوحد الشديد لديهم حركة معينة.
تأثير الجينات على خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد:
قام الباحثون بفحص وراثة اضطراب طيف التوحد من خلال تحليل الطفرات في جينومات الأفراد وأسرهم، واكتشفوا أن نوعا خاصا من الطفرات الجينية يسهم في الإصابة.
دواء لضغط الدم قد يقلل القلق لدى المصابين بالتوحد:
وجد الباحثون أن دواء بروبرانولول، وهو دواء يعالج ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يساعد أيضا في تقليل القلق لدى الأطفال والشباب المصابين باضطراب طيف التوحد. تضخم مساحات معينة في أدمغة الأطفال ترتبط بزيادة خطر التوحد:
وجد الباحثون أن تضخم المساحات المحيطة بالأوعية الدموية في أدمغة الأطفال، الناجم عن تراكم السائل النخاعي الزائد، يزيد فرصة الإصابة بالتوحد في وقت لاحق من الحياة بنسبة 2.2 مرة.
الأشخاص المصابون بالتوحد أقل عرضة للاستسلام لتأثير المارة:
تنص إحدى النظريات النفسية الراسخة على أن معظمنا أقل عرضة للتدخل في المواقف السيئة في حالة وجود أشخاص آخرين، وهو ما يسمى “تأثير المتفرج”، وينطبق هذا أيضا على أماكن العمل.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن الأشخاص المصابين بالتوحد أقل عرضة للتأثر بهذه العدوى الاجتماعية من الأشخاص الطبيعيين.
وكشفت النتائج أن من غير المرجح أن يظلوا صامتين في مواجهة سوء السلوك الجسيم أو حتى الأخطاء اليومية فقط، مما يشير إلى الجوانب الإيجابية لمرض التوحد وكيف يمكن للمؤسسات الاستفادة من توظيف المزيد من الأشخاص المختلفين عصبيا.
التهاب الدماغ قد يسبب التوحد:
يعد الالتهاب الشديد في مرحلة الطفولة المبكرة أحد عوامل الخطر المعروفة سريريا للإصابة بالتوحد والفصام. واكتشف الباحثون أن الالتهاب يغير تطور خلايا الدماغ. يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاجات للعديد من اضطرابات النمو العصبي المختلفة التي تظهر في مرحلة الطفولة.
كشف مسارين للتوحد في الدماغ النامي:
كشف الباحثون عن ارتباط خللين في النمو العصبي، يظهران بعد أسابيع فقط من بداية نمو الدماغ، بظهور اضطراب طيف التوحد. الاكتشاف يمكن أن يساعد الأطباء والباحثين على تشخيص مرض التوحد وعلاجه في المستقبل.
علاقة بين التوحد لدى الأطفال وأمراض القلب والأوعية الدموية:
وجد الباحثون أن اضطراب طيف التوحد يرتبط بمخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري بشكل عام، بما في ذلك مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني.
وأثبتت الأبحاث أيضا أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد لديهم خطر متزايد للإصابة بالسمنة، وقد تم ربط السمنة بزيادة مخاطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية مثل مرض السكري واضطراب شحوم الدم (ارتفاع مستوى الكوليسترول أو الدهون في الدم).
الأطفال المعرضون لخطر التوحد يجدون صعوبة في ملاحظة عدم تطابق الصوت والفيديو:
اكتشف الباحثون أن الأطفال الرضع عادة يدركون التزامن الصوتي والمرئي بشكل أفضل من الرضع ذوي المخاطر العالية المصابين بالتوحد. قد تسمح الدراسة للأطباء باكتشاف مرض التوحد في وقت مبكر وتسريع العلاج.
بيانات الموجات الدماغية واختبار السمع لتشخيص التوحد:
أظهرت الدراسة أن بيانات الموجات الدماغية التي يتم جمعها خلال اختبار السمع الذي يتم إجراؤه بشكل روتيني لحديثي الولادة يمكن أن تساعد الأطباء على اكتشاف اضطرابات النمو العصبي مثل التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة.
التوحد قد يتحسن باستخدام أدوية موجودة بالفعل
• حلل الباحثون كيفية تطور أدمغة المصابين بأشكال مختلفة من التوحد، وكشفت عن آليات أساسية مشتركة قد تستجيب للأدوية الموجودة، مما يفتح مجالات لعلاج فعال باستخدام أدوية موجودة بالفعل.
المزيد من المعلومات حول التوحد
اضطرابات طيف التوحد -وتعرف اختصارا بالتوحد- هي حالة عصبية مدى الحياة تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وهي أيضا مجموعة من الاعتلالات المتنوعة التي تتصف ببعض الصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، ولها سمات أخرى تتمثل في أنماط من الأنشطة والسلوكيات مثل صعوبة الانتقال من نشاط إلى آخر والاستغراق في التفاصيل، وردود الفعل غير الاعتيادية على الأحاسيس، وفقا لمنظمة الصحّة العالمية.
أعراض التوحد
أعراض التوحد المرتبطة بمهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي: تجنب الطفل الاتصال بالعين أو عدم المحافظة عليه، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية منها.
عدم استجابة الرضيع عند مناداته باسمه بعمر 9 أشهر. عدم ظهور تعابير وجه مثل السعادة والحزن والغضب والمفاجأة على الرضيع بعمر 9 أشهر.
لا يلعب ألعابا بسيطة بعمر 12 شهرا.
يستخدم القليل من الإيماءات أو لا يستخدمها على الإطلاق بحلول عمر 12 شهرا (على سبيل المثال، لا يلوح بالوداع).
لا يشارك الاهتمامات مع الآخرين بعمر 15 شهرا
لا يشير ليخبر الأهل عن شيء يثير اهتمامه بعمر 18 شهرا.
لا يلاحظ عندما يتأذى الآخرون أو ينزعجون بعمر 24 شهرا.
لا يلاحظ الأطفال الآخرين ولا ينضم إليهم في اللعب بعمر 36 شهرا.
لا يتظاهر بأنه شخصية أخرى، مثل التظاهر بأن يكون معلما أو بطلا خارقا، أثناء اللعب بعمر 48 شهرا.
لا يتصرف بشيء معين لإثارة اهتمام الأهل -مثلا الغناء- بعمر 60 شهرا.
أعراض التوحد المرتبطة بالسلوكيات أو الاهتمامات المقيدة أو المتكررة
• الأطفال المصابون بالتوحد لديهم سلوكيات أو اهتمامات قد تبدو غير عادية، مثل:
• ترتيب الألعاب أو الأشياء الأخرى والانزعاج عند تغيير ترتيبها.
• يكرر الكلمات أو العبارات نفسها بكثرة.
• يلعب بالألعاب بالطريقة ذاتها في كل مرة.
• يركز على أجزاء من الأشياء (على سبيل المثال، العجلات في لعبة السيارة).
• ينزعج من التغييرات الطفيفة.
• يرفرف بالأيدي أو يدور في دوائر.
• يظهر ردود فعل غير عادية للطريقة التي تبدو بها الأشياء أو رائحتها أو طعمها أو مظهرها أو ملمسها.
أعراض التوحد المرتبطة باللغة والمزاج
تأخر تطوير المهارات اللغوية
تأخر تطوير مهارات الحركة.
تأخر المهارات المعرفية أو التعليمية.
السلوك الاندفاعي.
اضطراب الصرع أو النوبات
عادات الأكل والنوم غير المعتادة.
مشاكل الجهاز الهضمي (مثل الإمساك) مزاج غير عادي أو ردود فعل عاطفية
القلق أو التوتر
عدم وجود خوف أو وجود خوف أكثر مما هو متوقع في هكذا حالة.
من المهم ملاحظة أن الأطفال المصابين بالتوحد قد لا يكون لديهم كل أو أي من السلوكيات المدرجة كأمثلة هنا.