"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

في فهم هوكشتاين لحقيقة "حزب الله"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الاثنين، 4 مارس 2024

لن يحقق آموس هوكشاين أو غيره أيّ إنجاز في لبنان، في السعي الى احتواء التصعيد بين “حزب الله” من جهة وإسرائيل، من جهة أخرى، حتى لو فعل هؤلاء الوسطاء المستحيل، مثل إلحاق “مزارع شبعا” بلبنان، ورش المال على اللبنانيّين بتلك الطائرات المتعددة الجنسيات التي تُسقط المساعدات الغذائية على قطاع غزة!

إنّ “حزب الله” كما بات يعلم الجميع لا يسعى الى تحرير أرض محتلة ولا الى استعادة عافية اقتصادية تحتضر، ولا إلى رفاهية لبنانيّة يحلم بها الجميع!

كلّ هذه الأمور لا تعني ل”حزب الله” شيءًا، إلّا إذا عزّزت وجوده العسكري و”مجّدت” سلاحه وأعلت من شأن كلمته في صناعة القرار، فهو لم ينشأ لتحقيق أهداف وطنيّة بل هو في الواقع يستغلّ الوطن في مشروع لا قيمة فيه للوطن، على الإطلاق!

إنّ “حزب الله” حين فتح جبهة الجنوب اللبناني لتكون رافدًا للجبهة التي فتحتها “حماس” في جنوب إسرائيل، لم يكن يفكّر لا بمصلحة لبنان ولا بمصلحة شعب لبنان ولا بمزارع شبعا ولا بالجزء الشمالي من قرية الغجر ولا بالخروقات الإسرائيليّة للخط الأزرق، بل كان همّه إظهار قوّة التنظيمات المواليّة للجمهوريّة الإسلامية في إيران، حتى تكسب من “طوفان الأقصى” ما حاول مشروع “جسر القارات” الذي أقرّته مجموعة العشرين ويربط العالم بالشرق الأوسط من خلال الخليج العربي والأردن ومصر وإسرائيل، أن يُخسّرها إيّاه، بجعلها دولية عادية في هذا الشرق الذي تحلم أن تكون عظيمة من عظمائه غير الناطقين بالغة الضاد!.

ومشروع “جسر القارات” ليس غريبًا عن هوكشتاين الذي قام بزيارة خاطفة للبنان تحت عنوان: “اللهم إني بلّغت”.

هوكشتاين ليس غريبًا عن هذا المشروع إذ كان من مهندسيه ومن المسوّقين له، وقال فيه ما لم يقله قيس في هوى ليلى!

و”حزب الله” لن يستكين لا بحرب على لبنان ولا بإغراءات للبنان. دواؤه موجود في مكان واحد لا غير: إيران!

في إيران توجد عقيدته وتوجد أمواله وتوجد قوّته وتوجد قراراته. لا شيء لديه في لبنان ليهبه. مهمته محصورة بتحقيق هدف واحد: إبقاء بلاد الأرز في خانة العمق الإستراتيجي لإيران، مهما كلّف الأمر!

وهو من أجل القيام بهذه المهمة مستعد لبذل كل شيء: قتل آلاف الشباب. استشهاد آلاف الأطفال والنساء. تفقير لبنان حتى التجويع. ضرب القوى السياسيّة التي تقف في وجهه. إحباط الشباب من بلادهم. وتيئيس الحياة نفسها من لبنان كلّه.

آموس هوكشتاين يُفترض أنّه بات يعرف ذلك. من يدقق بكل جديد في زيارته الخاطفة الى لبنان، بحيث أعطى قيمة غير مسبوقة للقوى المعارضة، وحيث تلا بيانًا سياسيًّا تحت عنوان “التحذير الأخير”، يتأكد من أنّ ثمّة شيئًا قد تغيّر فيه. هذه المرّة، لم يكتفِ بلقاءات مع “سلطة صندوق البريد”، بل ذهب الى المعارضة التي تقاوم “حزب الله” ومحاولات همينته الشاملة، وتقف ضد الحرب العبثية التي أشعلها في الجنوب، وتعرف حقيقة مشروعه الإيراني على حساب الشعب اللبناني.

وهنا “بيت القصيد”. من يقف فعلًا ضد حرب ترقص فيها إسرائيل و”حزب الله” التانغو ويخرجان بنتيجتها منتصرَين على حساب لبنان وأبرياء لبنان وفقراء لبنان وما تبقى من حياة في لبنان، عليه أن يساعد في تقوية موقع معارضي “حزب الله” في لبنان، وعدم الإستمرار في التعاطي معهم، كما لو كانوا حالة هامشية، يمكن التضحية بها، عند تلاقي مصالح “الشياطين”.

وهذا لا يفترض أن يقتصر على الحالة الخطرة الراهنة، بل يجب أن يمتد في كل اتجاه، فقدرة “حزب الله” على صناعة الحرب تكمن في تمكينه من الهيمنة على السلطة، وفي جعل كل طامح بمنصب أن يتذلل له وعنده وأن يتّخذ مواقف تصب في مصلحته، كما هي عليه الحالة الفاقعة التي مثّلها في الأسابيع القليلة الماضية وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب الذي ظنّ كثيرون، لوهلة، أنّه قادر على أن يكتب الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والشعب اللبناني، باسم “حزب الله” الذي يتحرك تحت لافتة غير لبنانية: المقاومة الإسلاميّة في لبنان.

المقال السابق
"حزب الله" "ينكز" هوكشتاين بعد تجاهل "ظاهري" وبرّي السعيد بلقبه الجديد يسرّب معلومات "‘إيجابية" مرجأة!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية