"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

فواز الخجا/ لبنان الدور والمستقبل المنشود

نيوزاليست
الثلاثاء، 28 مارس 2023

في غمرة معاناة الوطن والمواطن وفي عز ازمته المعيشية لا يمكن الحديث عن المستقبل، اذ إنّ ما نشهده على الساحة اليوم هو تنازع على ثوب مرقع لم يعد يحتمل المزيد من الرقع.

قلة قليلة تتجرأ على استشراف المستقبل و ومحاولة معرفة الوجهة التي يسير اليها الوطن و المواطن.

تاريخيا وقبل العام ١٩٧٥، كان للبنان دور رائد يتمثل بقطاع خدمات متميز بكل المنطقة و قطاع مصرفي يجذب الرساميل العربية، وكان لبنان مستشفى الشرق و جامعة العرب ودار النشر والطباعة لكل البلدان المجاورة، و فوق هذا كلّه وجهة سياحية ممتازة.

امّا اليوم فالصورة في لبنان لا تسر فيما المدن العربية تطورت و تقدمت حتى نظن انها استغنت تماما عن بيروت واللبنانيّين في آن.

اذن،ما هو دورنا المستقبلي؟

لا يملك لبنان المقومات و الموارد ليكون مصنع الشرق او سلة غذائه، اذ إنّ صناعتنا، في غالبيتها، هي للاستهلاك الداخلي و كذلك حال الزراعة .

وانهار القطاع المصرفي كما انهارت الثقة به التي تحتاج استعادتها الثقة الى جهود شاقة وطويلة.

وتحتاج السياحة الى بنية تحتية مفقودة.

وتواجه الجامعات و المستشفيات منافسة قوية بكل المدن المجاورة. ماذا يتبقى؟

ان قوة لبنان الخفية تكمن بالقوى الشابة المتعلمة، المثقفة التي تكاد تتقن بكل لغات العالم.

وقد استقطبت هذه القوة عواصم عربية و اجنبية و صار الاغتراب اقوى من الاقامة.

هنا نبدأ بصناعة الدور . لبنان منصة ثقافية و مركز للشركات الناشئة و كل مغترب ناجح يستطيع ان يؤسس مكتبا رديف في عاصمة الوطن و Back desk.

إنّ الشراكة الشبابية بين المغترب والمقيم هي الدور الفعال، اذ لا يخفى على أحد تميّز اللبناني في الفن و العلوم و الهندسة و الطب في جميع اقطار العالم.

كيف نصل ؟

اولً،ا بالتخلص من طبقة سياسية عفنة ومهترئة و استبدالها بقوى شبابية تملك مشروع نهوض شفاف و تخلق أمل وايمان بالمستقبل.

ثانيًا ،قوانين وتشريعات تسهل الشراكة بين المقيم و المغترب.

ثالثًا، حوافز للشباب باعفاءات ضريبية وجمركية للمؤسسات الفتية.

رابعًا ، ايجاد جو مستقر يسمح باستقبال السياح الاجانب و المغتربين.

خامسًا، اعادة العمل في شبكة مواصلات وربط المناطق بوسائل نقل حديثة.

سادسًا، تمديد شبكات انترنت و تواصل اسرع .

سابعًا، إنّ اللبناني الذي نجح في الخارج، يجب ان يشارك سياسيًا بواسطة برلمان رديف و حكومة ظل للمغترب من افريقيا الى اوروبا الى الاميركيتين.

وفي الخلاصة، إنّ هذا الدور ليس غريبًا علينا، فتاريخنا،من تاسيس قرطاج الى مراكب الفينيقيين، أكبر شاهد على ارتباطنا بالعولمة واندفاعنا للآفاق الرحبة.

المقال السابق
قطر ترفض التطبيع مع دمشق و“خيانة” ضحايا النظام السوري
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية