إنضمّ الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله الى منظومة تهديد دول الإتحاد الأوروبي ب”فتح البحر” أمام النازحين السوريّين!
ويشترط نصرالله، حتى لا يتم “فتح البحر”، أن تفعل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، كل ما يأمر به النظام السوري، أي القبول به، على سيّئاته!
بالنسبة للأمين العام ل”حزب الله” لا يوجد أمام لبنان خيار آخر لمعالجة ملف النزوح السوري، فالحل الوحيد موجود بإعادة تأهيل بشار الأسد، ولذلك، على كل القوى اللبنانية، أن تتّحد من أجل تحقيق أهداف النظام السوري، فتفتح معركة مع الولايات المتحدة الأميركية للتراجع عن قانون قيصر ومع الإتحاد الأوروبي لرفع العقوبات عن نظام الأسد، ومع مجلس الأمن الدولي للتراجع عن القرار 2254.
يريد نصرالله أن يلجأ لبنان الى القوة بالتعامل مع العالم، تمامًا كما يفعل حزبه على الجبهة مع إسرائيل!
بطبيعة الحال، لا يعير الأمين العام ل”حزب الله” أي اهتمام لإمكان أن يتحوّل كل لبنان الى كيان مدمّر كما هي عليه حال منطقة المواجهات في الجنوب اللبناني، ف”وحدة الساحات” هي الأهم: ندمّر الجنوب كرمى لعيون “جبهة المقاومة”، وندمّر كل لبنان كرمى لعيون بشار الأسد!
أن يفتح لبنان بحره أمام هجرة غير شرعية، هو إعلان حرب على العالم كلّه، الأمر الذي يضع “بلاد الأرز” في قائمة الدول المارقة، ويُخضعها لحصار دولي، ويقطع علاقاتها الدبلوماسية مع “أصدقاء لبنان”، ويمنع كل مساعدة عنها!
قد ينجع بضعة آلاف من النازحين السوريين في الوصول الى ضفاف بعض دول الهجرة، ولكن سوف يتحوّل لبنان كله الى سجن صغير ومدمّر حيث يرتفع منسوب اليأس والإحباط والكراهية لدى شعبه والنازحين إليه واللاجئين فيه!
لبنان ليس بحاجة الى نصائح “مدمّر الجنوب” و”المرتزق في سوريا” و” قاتل الدولة” و”المستعبد إيرانيًّا”!
والعالم ليس نجيب ميقاتي وعبد الله بو حبيب حتى يخضع لما يرغب فيه نصرالله من أجل تعويم النظام السوري.
الحل الحقيقي موجود في مكان آخ ر.
موجود، أوّلًا، في أن تستعيد الدولة زمام الأمور، فتُخرج نفسها من صناعة النزوح، بإخراج “حزب الله” نفسه من سوريا، حيث شارك في قمع شعبها وثورته على نظام الظلم والقهر والنهب والقتل والسحل والإعتقال!
والحل ، موجود ثانيًّا، في أن تستعيد الدولة سيطرتها على الحدود السورية- اللبنانية فتوقف النزوح المستمر عبر معابر المافيات التي تخضع بمجملها ل”حزب الله”. والمساعدات المعروضة على لبنان في هذا السياق كبيرة جدًا.
وهو موجود، ثالثًا، في أن تنشط أجهزة الدولة نفسها، بحيث تتوقف عن رعاية “الأسديّين” الذين يزعمون أنّهم نازحون، وجلّهم يتورطون في الجرائم المشكو منها مثل اغتيال منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، من جهة واضطهاد المعارضين للنظام السوري، وجل الموقوفين ينتمون إليهم، من جهة أخرى.
وهو موجود، رابعًا، في توافر الشجاعة لدى القوى السياسية المفترض بها أن تكون شجاعة، وتعمل ما أمكنها لاستعادة الدولة من براثن المهيمنين عليها!
إنّ مشكلة النزوح السوري في لبنان تبدأ بإيجاد حل لها يوم تبدأ الدولة باستعادة سيادتها!
الحل ليس موجودًا بتفاهم مع بشار الأسد. إيمانويل ماكرون، بالإستناد الى التجربتين الأردنية والسعودية الأخيرتين، قال لولي د جنبلاط عند استقباله في الإليزيه في الثالث من أيار الجاري، بالحرف: بشار الأسد كذاب!
والروس الذين سبق أن حاولوا إيجاد حلول لملف النزوح السوري، رفعوا العشرة، فهم أدركوا أنّ “الدمية” الأسدية، لا تريد عودة من نزحوا، بعدما تقرر بتآمر طائفي مع إيران، إعادة النظر في التركيبة الديموغرافية لسوريا، وإعادة النظر في توزيع الثروة العقارية، والتركيز على “سوريا المفيدة”.
منذ بدء ظهور الآثار السلبية للنزوح السوري في لبنان، تكرر الطبقة السياسية اللبنانية الكلمات نفسها والإقتراحات نفسها، فاقتراح “فتح البحر”، على سبيل المثال لا الحصر، ليس جديدًا وليس مكتوبًا باسم نصرالله، فجميع “المرجلجيين” سبقوه إلى النطق به!
ومن يحاول أن يدفن رأسه في التراب حتى لا يرى هذه الحقائق، لن يكسب لنفسه شيئًا، بل سوف يكون أكبر الخاسرين، فلبنان ليس بحاجة الى “خبثاء” بل الى رجال!