فرنسا تتوسّط رئاسيًّا ولكنّها لا تصنع الرئيس اللبناني.. وترشيح فرنجية في مأزق

من الواضح أنّ فرنسا، في مساعيها لإملاء الشغور الرئاسي في لبنان، لم تتنازل عن دعم مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية، ولكنّها، في المقابل، فشلت، حتى تاريخه، في توفير الظروف الإقليمية والمحليّة التي تحول دون وصوله الى القصر الجمهوري.

ويبدو واضحًا أنّ باريس مستعدة للبحث في دعم أيّ بديل لفرنجية، إذا كان طريقه معبّدًا الى رئاسة الجمهوريّة، ولكنّ المشكلة تكمن في أنّ “الثنائي الشيعي” يرفض أيّ بحث في أيّ خيار غير خيار فرنجيّة.

وتستند فرنسا في إضفاء طابع الواقعية على خيار فرنجية إلى تشتّت معارضيه الذين لا يقدّمون أسماء بديلة متفقًا عليها، على اعتبار أنّها وسيطة رئاسيّة وليس صانعة الرئيس..

في هذا الوقت، يعتمد فرنجية سياسة “استمالة الخليجيّين والعرب”، انطلاقًا من اعتقاد بأنّه في حال رفع الفيتو عن “مواصفاته”، فإنّ العوائق التي تحول دون وصوله الى القصر الجمهوري تزول، وهذا ما يفسّر الموقف المكرر لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، ممثل “تيّار المردة”، زياد مكاري الذي يقول فيه إنّ “رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لن يستمرّ في ترشّحه في حال لم يلمس موقفاً إيجابياً من دول الخليج والدول العربية تجاه هذا الترشّح”.

ويعتبر المراقبون موقف فرنجية هذا “دعائيًا” أكثر منه حقيقة، لأنّ هذه “المباركة” لم تصدر، على الرغم من عقد أكثر من اجتماع حول الموضوع الرئاسي، في لبنان وباريس والرياض، وصدرت دعوات، مباشرة وغير مباشرة، اليه للعدول عن ترشيح نفسه ليفسح المجال أمام مرشحين قادرين على الوصول الى القصر الجمهوري، خصوصًا بعدما بيّنت العقوبات الأميركية التي استهدفت الأخوين رحمة، أنّ هناك إرادة في تسليط الضوء على نوعية علاقاته الداخلية المشوبة بعيوب الفساد.

ويرى سياسيون لبنانيون أنّ موقف فرنجية هذا يتضمن إهانة للبنانيّين الذي يرفضونه، إذ إنّه يظن أنّ نجاحه معقود على رضى الخارج بغض النظر عن مواقف الداخل منه.