"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

فرنسا اللبنانيّة..ما لها وما عليها!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 21 يونيو 2023

لولا فرنسا لما كان المجتمع الدولي يُعير لبنان أيّ اهتمام، فهو، ومنذ سنوات، “ميؤوس منه”، ولذلك كان الجميع يتعاطى معه على “القطعة”، فهذا يهمّه أمن إسرائيل، وذاك يقلقه “تبييض الأموال” وذاك يغضبه “تهريب المخدرات”.

وحدها فرنسا، لأسباب داخليّة حيث للبنانيّين ثقلهم، ولأسباب جيوبوليتكية حيث لاستمرار تأثيرها في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط أهميّة، ولأسباب عاطفية حيث لها مع لبنان تاريخ يعنيها ، أصرّت على إبقاء لبنان في الواجهة.

لولا فرنسا، لكان الخروج السعودي من “بلاد الأرز” من دون عودة، ولكان لبنان مجرّد لقمة سائغة في فم “محور الممانعة”.

وأيّ دولة غير فرنسا، لكانت بعد خيباتها، قد أهملت لبنان وتركته يغوص في الجحيم الذي أسقط نفسه فيه.

وبهذا المعنى، فإنّ حاجة لبنان الى فرنسا كبيرة، ولا يمكن لدولة غريقة إلّا أن تنظر، بكثير من الإيجابية، الى دولة مؤثّرة لا تيأس من رمي “حبال النجاة” لها، حتى لو كانت هذه الحبال “رفيعة” احيانًا و”متّسخة” أحيانًا أخرى.

ولكنّ هذا الإهتمام الفرنسي المشكور، لا يعني أنّه غير مشوب بعيوب “جوهريّة”.

أخطاء فرنسا بدأت مع المبادرة التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد انفجار مرفأ بيروت، فهو، على الرغم من اكتشافه الطبقة الحاكمة في لبنان، وهي تتوزع على ثلاث فئات خطرة، راهن عليها لصناعة الإنقاذ.

والطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، وفق ما اكتشفها ماكرون بمعية “رسوله الحالي” جان ايف لودريان، تتكوّن إمّا من ترهيبيّين يستغلون السلاح غير الشرعي لتعزيز مكانة متقدمة لهم بالقرار السياسي، أو من فاسدين نهبوا الخزينة العامة وخيرات البلاد وقوت العباد، أو من عاجزين لا همّ لهم سوى تحقيق المكاسب بتقبيل الأيادي حينًا وبتقبيل الأرجل أحيانًا!

ضربت فرنسا، عن عمد أو عن جهل، المجتمع المدني الذي كان يؤسّس لنفسه وجودًا مؤثّرًا، من أجل أن تستقطب الطبقة الحاكمة، على اعتبار أنّها “القوة الواقعية” التي يمكن أن تعينها على تحقيق نتائج سريعة.

وفرنسا بذلك “فاتت بالحيط وفوّتت اللبنانيّين معها”، فهي نامت مع الشيطان فاستيقظت شيطانًا. البعض يعتقد بأنّه تكوّن في رحمها اللبنانيّة جنين شيطاني أيضًا!

جان ايف لودريان في مهمّته اللبنانيّة، ومهما قيل فيها وعنها، يحمل هدفًا واحدًا، وهو إيجاد قواسم مشتركة بين الطبقة الحاكمة من أجل أن تنتج رئاسة وحكومة وقيادات مالية وإدارية.

وهذا يعني أنّه يسعى الى إزالة العقبات التي تحول دون تطبيق خارجة الطريق الهادفة الى إيجاد تفاهم بين “حزب الله” من جهة وبين مناوئية، من أجل توفير ظروف ولادة طبيعية للجنين الشيطاني.

هل نطلب الكثير إذا حلمنا بأن يجري إسقاط هذا الجنين قبل الولادة؟

هل نطلب الكثير إن تطلّعنا أن تصحّح فرنسا أخطاءها وتدرك أنّ الرهان الإنقاذي لا يمكن أن يُعقد على من تسبّب ب”تجحيم” لبنان؟

هل نتشاءم كثيرًا إذا اعتقدنا بأنّ الرئيس الذي يمكن أن ينتجه التوفيق، مجدّدًا، بين الترهيبيّين والفاسدين والعاجزين، يستحيل أن يأتي إنقاذيًّا؟

نعم للواقعية السياسيّة ولكن متى كان نتاج هذه الواقعية، كما بيّنت التجارب المديدة، خرابًا، فلا بدّ من تغيير النهج، لأنّ مشلكة لبنان الحقيقية لا تكمن في سرعة الإنجاز بل في نوعيّته!

المقال السابق
سوريا/ وفاة علي دوبا تحيي ذاكرة اللبنانيين والسوريين...المفجوعة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية