عندما يتوجه الفقير بنظره المتعب إلى الثري الذي يتباهى بثروته الوفيرة، يُشعر بالأذى والإحباط!
إنه مشهد بات يتكرر في لبنان، حيث يتباين الثراء والفقر بشكل مدهش. فالفقر شبح يطارد أكثريّة الناس، في حين يعيش الأثرياء حياة مليئة بالرفاهية والترف، من دون أن يكترثوا لما يعتمل في صدور هؤلاء الذين أسقطتهم الكارثة المالية والإقتصادية في الجحيم!
يعدّ هذا المشهد، بالنسبة للفقير، إهانة مريرة. فهو يشعر بالظلم والعجز أمام انعكاسات الثروة التي تمتلكها فئة محدودة من الأشخاص. يرون الثراء يشتري الرفاهية والسلطة والفرص وكل شيء، بينما هم يتألمون تحت وطأة العجز عن توفير الحاجات الأساسية.
إن مشهد الفقير وهو يرى الثري يتباهى بثروته يعكس معضلة اجتماعية عميقة وهو وليد ثقافة مريضة لها تداعيات كارثية، إذ إنّ إظهار التفاوت الاقتصادي والاجتماعي يؤدي إلى تفشي الاضطرابات والتوترات في المجتمعات.
إذاً، لابد أن يفكر الجميع، ولبنان قد بدأ باستقبال مئات آلاف السوّاح، غالبيتهم من أبنائه المنتشرين في العالم، في ذلك ويتحاشون، بالممكن، المظاهر المؤذية ويدركون أنّ القلّة لا تستطيع أن تستهين بمشاعر الاكثريّة، لأنّ بهجة اليوم قد تنقلب في الغد وبالًا على الجميع.