"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

فلسطين وذكرى القرار 181

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023

في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947، أصدرت الأمم المتحدة قرارًا حمل الرقم 181 قضى بإنشاء دولتين على أرض فلسطين التاريخية، واحدة تدعى إسرائيل والثانية تحمل اسم فلسطين.

ولكنّ هذا القرار لم يجلب الى منطقة الشرق الأوسط سوى الحروب، إذ ترجمت الدول العربيّة معارضتها له بشنّ حرب خاسرة جرّت حروبًا كثيرة، وبدل أن تنتهي دولة إسرائيل لم تتمكن دولة فلسطين من أن تنهض حتى هذا التاريخ، على الرغم من معاهدات السلام والإتفاقيات التي تنقلت من مدريد الى أوسلو.

وحوّلت الأمم المتحدة التي تمسكت بقرارها الذي استندت إليه قرارات كثيرة لاحقًا، إلى يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

ويحل هذا اليوم العالمي هذه السنة، في ظل حرب جديدة تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينيّين الذين تمثلهم هذه المرة “حركة حماس”.

حرب لن تؤدي بطبيعة الحال إلى قيام الدولة الفلسطينيّة التي رسمها القرار 181 بل تضيف الى كارثة الفلسطينيين كارثة جديدة، إذ إنّها قضت، حتى تاريخه، على 15 ألفًا منهم على الأقل وهدّمت غالبيّة ما بنوه في قطاع غزة على مدى سنوات طويلة.

ولكنّ “حماس” سعيدة بإنجازها الذي بدأته بعملية عسكرية نوعيّة وغير مسبوقة بخطتها وحجمها ونتائجها المباشرة، شنتها على غلاف غزة في السابع من تشرين الأوّل الماضي. هي سعيدة بها، على اعتبار أنّها بيّنت “هشاشة” البنية العسكرية الإسرائيليّة، وأظهرت صورة الكيان العبري على حقيقته المتوحشة في العالم عندما ردّ بإعلان حرب “السيوف الحديديّة”، وأعادت القضية الفلسطينية الى جدول الأعمال العالمي بعدما جرى إهمالها طويلًا.

وتشارك الجمهورية الإسلامية في إيران “حماس” في هذه الفرحة العارمة، وهي وضعت في مؤازرتها القوى النارية المتوافرة لديها في لبنان وسوريا حيث “حزب الله” والعراق حيث “الحشد الشعبي” وفي اليمن حيث “انصار الله” الحوثيّة.

ولكن، إذا استندنا الى دروس التاريخ المتواصلة منذ العام 1947 حتى الأمس القريب، فإنّ الجميع مخطئون في فرحتهم، ليس لأنّ إسرائيل “قوية” بل لأنّ الحلول مستعصية، في ظل تصلّب المتطرفين الإلغائيين في الصفوف الإسرائيلية والفلسطينية في آن.

هذا التصلّب الذي سبق أن أطاح كلّ الحلول الممكنة هو الذي أصاب الجميع، عجمًا وعربًا، بإحباط أبعدهم عن فلسطين وقضيتها.

الحرب الحاليّة لم تغيّر الظروف التيئيسيّة، بل زادتها ضراورة، فالمحور الذي تعمل “حماس” في إطاره يؤمن بقدرته، مع الزمن، على محو إسرائيل من الوجود، في حين أنّ إسرائيل فقدت الجناح المعتدل فيها و”هاجر” يسارها الى اليأس وأصبحت تحت سيطرة مجانين يؤمنون بأنّ النجاة من حقوق الآخر تكون بإبادته.

مضت ست وسبعون سنة على صدور القرار 181، وقد تمضي ست وسبعون أخرى، وأجيالنا تهتف، في انتقالها من حرب الى أخرى، لفلسطين!

المقال السابق
كاتبان إسرائيليّان يدعوان حكومة بلدهما إلى شنّ حرب عاجلة ضد "حزب الله" في لبنان
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

لماذا لجأ نصرالله إلى "برج الحمام"؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية