"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"فخامة الفراغ" يُطفئ شمعته الأولى و...العمر مديد!

نيوزاليست
الاثنين، 30 أكتوبر 2023

"فخامة الفراغ" يُطفئ شمعته الأولى و...العمر مديد!

في مثل هذا اليوم قبل سنة تماما في 31 تشرين الأول 2022، حزم الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية #ميشال عون حقائبه وغادر قصر بعبدا منهيا الأعوام الستة من عهده الذي وصم بتهمة أسوأ العهود التي مرت على لبنان جراء الانهيار التاريخي الذي ضربه وفكك اوصاله الاقتصادية والمالية والاجتماعية، ولم ينته الامر الا بافتتاح حقبة جديدة من الشغور الرئاسي، اذ ان عون لم يسلّم خلفًا له تمامًا كما لم يكن قد تسلّم مهماته الرئاسية يوم انتخابه من أي سلف، إذ دام الفراغ الذي أعقب ولاية الرئيس ميشال سليمان على امتداد سنتين وخمسة أشهر. لم يكن ممكنًا يومها أن ينتهي الفراغ الرئاسي لولا تسليم الجميع، في وقت لاحق، وبصفقات تحاصصيّة، بمرشح “حزب الله” الوحيد، في حينه.

لعنة الشغور الرئاسي التي بدأت في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2022، أي كاليوم تماما، لم تطارد لبنان بتكرار تجربة الفراغ مرة جديدة منذرة بتعطيل منهجي للنظام الدستوري والمؤسساتي بدءا برأس هرم الدولة وناظم الجمهورية فحسب، بل تبدت مع الشهور الـ12 من الفراغ، عن فراغ اخطر واشد فتكا بمستقبل لبنان ونظامه وانتظامه العام وهو فراغ القدرة التامة لدى “النخب السياسية” اللبنانية وعجزها عن الاضطلاع بدور انقاذي حقيقي من شأنه ان يردع نمطا سياسيا اختطه فريق سياسي عريض وفرض على البلاد التطبع به ومن ثم تحكم بمجريات البلد الفارغ من رئاسته.

أدى كل ذلك واقعيا الى نشوء ظاهرة اليأس الدولية من لبنان وطبقته وعجز المنظومة الدولية على فرض احترام النظام الدستوري في لبنان بحمل نخبته السياسية على الإسراع في انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية فكان ان واكبت الفراغ المتمادي حتى الساعة ظاهرة افشال واخفاق وتعجيز المبادرات الخارجية بدءا بـ”اعرقها” المبادرة الفرنسية التي قامت على إعطاء الرئاسة ل”حزب الله” ممثلًا بسليمان فرنجية في مقابل أخذ الفريق الآخر ضمانات تنفيذية مع رئيس حكومة “معقول” مثل نوّاف سلام .

بطبيعة الحال سال حبر كثيف مدى السنة المنصرمة حيال أسباب اخفاق المبادرة الفرنسية لاسيما لجهة مخالفتها مخالفة فادحة الخط التاريخي للعلاقات الفرنسية اللبنانية عبر انحيازها الى فريق ومرشحه الرئاسي في مواجهة افرقاء اخرين. لكن اخفاق هذه المبادرة لم يحجب التخبط والعجز أيضا اللذين طاردا ولا يزالان حتى منظومة “الدول الخماسية” الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، كما المبادرة القطرية كذلك. لم تمض سوى أسابيع قليلة على اخر فصول الوساطة القطرية التي لم تصل الى نتيجة ولو انها تتواءم والخط البياني لموقف عام للمجموعة الخماسية للذهاب نحو “المرشح الثالث”. ومع ذلك عادت كل الازمة الى ما دون المربع الأول ونقطة الصفر حين حلت أولوية طارئة ومفزعة في السابع من تشرين الأول الجاري مع انفجار مريع لخطر اشتعال الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” عقب تمدد نيران هجوم “طوفان الأقصى” لـ”حماس” على غلاف غزة والحرب الإسرائيلية المتدحرجة على غزة انتقاما للزلزال غير المسبوق الذي ضرب الدولة المصنفة بين الدول الأقوى عسكريا في الشرق الأوسط.

وها هو لبنان اليوم، بـ”اركانه” الواقعية الحقيقية أي: الفراغ الرئاسي المتمدد الى فراغ مؤسساتي متدرج تباعا، والانهيار الآخذ في التعاظم في كل القطاعات، والخوف الكبير من حرب تتعاظم الامال والتمنيات والضغوط والمطالب والتحذيرات من حصولها، كل هذه “الأركان” تحضر في رزمة واحدة لتذكر اللبنانيين بما لا يوجب تذكيرهم بان بلدهم بلا رأس كما بلا نظام وهنا الخطر الموازي تماما لخطر الحرب.

(النّهار و”ميوزاليست)

المقال السابق
إسرائيل تختار "نيلي" لملاحقة قادة "حماس" واغتيالهم "أينما وجدوا"
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

ثلاثة أسماء تتقدم قيادات حزب الله "الناجية"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية