في تسريب يُعدّ من أخطر ما واجهته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كشفت صحيفة “هآرتس” عن وثائق سرية تتعلّق بالتحضيرات لهجوم محتمل على إيران، وبتفاصيل صادمة عن عملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله. التسريب وقع عبر تطبيق صيني ومنصة غير مؤمّنة، ليكشف ثغرات خطيرة في منظومة الأمن المعلوماتي لدى أحد أخطر أسراب سلاح الجو الإسرائيلي، السرب 69 المعروف بـ”المطارق”.
ما الذي جرى؟ ومن يتحمّل المسؤولية؟
لوثائق، التي أعدها المقدم «م»، قائد السرب 69 في سلاح الجو الإسرائيلي، تم تحميلها عن طريق الخطأ على منصة «بوابة كليك» (Click Portal)، وهي نظام تخزين سحابي مخصص للمعلومات غير السرية.
تفاصيل التسريب
وفقًا للتقرير، قام ضباط من السرب 69 بمسح الوثائق باستخدام تطبيق «CamScanner» الصيني، المعروف بثغراته الأمنية، ثم رفعوها على منصة «بوابة كليك». هذه المنصة، التي طُورت بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، تُستخدم لإدارة المعلومات غير السرية، لكن الخطأ في تحميل الوثائق جعلها متاحة لآلاف الجنود الاحتياطيين والمسرّحين، وحتى من خارج البلاد عبر شبكات VPN.
الوثائق المسرّبة شملت تقارير داخلية، تقييمات أمنية، جداول تدريبات عسكرية، وجلسات إحاطة خاصة بالاستعداد القتالي قبل هجوم محتمل على إيران. ورغم عدم توفر تقارير عن سوء استخدام هذه المعلومات حتى الآن، إلا أن الحادثة كشفت عن ثغرات خطيرة في نظام تصنيف المعلومات داخل الجيش الإسرائيلي.
الجيش الإسرائيلي يعلّق
عقب الكشف عن تسريب الوثائق، وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الحادثة بأنها «مسألة خطيرة»، وأكد أن جميع الملفات الحساسة قد أُزيلت من النظام، وأن تحقيقًا شاملًا يجري حاليًا بالتعاون مع قيادة سلاح الجو.
من جهته، أشار أحد خبراء أمن المعلومات إلى أن «هذا الحادث يخرق مبدأين أساسيين من مبادئ أمن المعلومات في الجيش: فصل المعلومات والسرية».
السرب 69: العمود الفقري للعمليات الجوية الإسرائيلية
يُعتبر السرب 69، المعروف أيضًا باسم «سرب المطرقة»، من أكثر وحدات سلاح الجو الإسرائيلي كفاءة. تأسس في خمسينيات القرن الماضي، ويُعرف بتشغيله لطائرات F-15I «رعد»، ويُعتقد أنه شارك في عدة عمليات استراتيجية، بما في ذلك قصف المفاعل النووي ال سوري في دير الزور عام 2007.
السرب يُعد منبعًا للقيادات العسكرية البارزة؛ فقد تخرج منه عدد من القادة الكبار، بمن فيهم الجنرال تومر بار، القائد الحالي لسلاح الجو الإسرائيلي.
دوره في اغتيال نصرالله
السرب 69 في سلاح الجو الإسرائيلي، المعروف باسم «المطارق» (The Hammers)، لعب دورًا محوريًا في عملية اغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله، حسن نصرالله، في 27 أيلول الفائت، في حارة حريك.
العملية نُفذت باستخدام طائرات F-15I «رعد» (Ra’am) انطلقت من قاعدة حتسريم الجوية، حيث أسقطت ما يقرب من 100 قنبلة موجهة بدقة على مجمع تحت الأرض في حي الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان نصرالله مجتمعًا مع قيادات من الحزب.