قليلة هي البيانات الرسمية العربية التي أدانت اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
وقد أرجع خبراء عدم التطرق إلى اسم نصر الله في معظم البيانات الرسمية العربية، إلى أن هذه الدول لا ترغب في الظهور بأنها داعمة لحزب الله، إضافة إلى أن الفصيل الشيعي المقرب من إيران لديه بالفعل مشاكل كبيره مع عدد كبير من الدول العربية.
صفة الإرهاب
أصدرت دول عربية عدة بيانات رسمية دانت فيها الغارات الإسرائيلية على لبنان وعبرت عن دعمها للشعب اللبناني وحكومته ضد هذه الهجمات، كما دعت إلى وقف التصعيد منعا لاندلاع حرب أوسع.
الدولتان اللتتان تطرقتا إلى حسن نصر الله في بياناتهما، هما سوريا والعراق، وهما دولتان يتغلغل فيهما النفوذ الإيراني، أما دول مثل مصر والإمارات والسعودية والأردن، بجانب جامعة الدول العربية فلم تتطرق إلى إدانة مقتل نصر الله بشكل خاص.
وأصدرت جامعة الدول العربية، بيانًا الاثنين، أعرب فيه أمينها العام، أحمد أبو الغيط، عن تضامن الجامعة مع لبنان وشعبه “في الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد”، ودعا المجتمع الدولي للوقوف الى جوار اللبنانيين “في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتداعياتها، بخاصة تلك التي تستهدف المناطق المدنية”.
ودان أبو الغيط “سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان والتي سقط جراءها المئات، وخلفت نحو مليون نازح”، مشدداً على أن “استباحة سيادة البلد على هذا النحو قد تؤدي الى اتساع رقعة الصراع، وأن الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا وفق القرار 1701 الذي أعلنت الحكومة اللبنانية غير مرة التزامها به”.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أحمد رخا حسن، في اتصال هاتفي مع موقع الحرة، إن “جميع الدول العربية أصدرت بيانات تدين اعتداء إسرائيل على لبنان وقتل المدنيين ودفعهم للنزوح”.
ولفت إلى أن عدم ذكر اسم نصر الله بالتحديد يعود إلى أن “هناك دول عربية ليست ع لى وفاق مع حزب الله، على الرغم من أنه بالأساس جزء من الحياة السياسية في لبنان وله أعضاء في الحكومة والبرلمان”، مضيفًا “كونه ارتبط بدولة أخرى، فهذا شأن داخلي”.
كانت جامعة الدول العربية أعلنت في يونيو الماضي، “توافق” الدول الأعضاء على إلغاء تسمية حزب الله ككيان إرهابي.
وفي تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية” من العاصمة بيروت، قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي: “كان هناك تسمية لحزب الله بأنه إرهابي في قرارات جامعة الدول العربية ولذلك كان التواصل معه منقطع.. عندما توافقت الدول الأعضاء بالجامعة بعدم استخدام هذه الصيغة فإن الطريق فتح أمامنا للتواصل” مع حزب الله.
لكنه عاد وأوضح في تصريح في الثاني من يوليو لصحيفة الأهرام الرسمية المصرية، أن الخطوة “لا تعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف حزب الله، ليس فقط داخلياً وإنما إقليمياً أيضاً”.
من جانبه قال المحلل السعودي، مبارك آل عاتي، في تصريحات للحرة، إن السعودية ودول الخليج بشكل عام أكدت رفض انتهاك سيادة لبنان وعلى دعمها للشعب اللبناني، وتم إرسال مساعدات.
وتابع: “أعتقد أن السعودية ودول الخليج تعلم أن حسن نصر الله كان زعيم حزب إرهابي تجرمه دول الخليج، ولا تزال المنطقة تعاني من تبعات وسلوك الحزب في اختطاف سيادة لبنان، وجعله ساحة لتصفية الحسابات بين إسرائيل وإيران”.