"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

دماء غزّة في "بازار" إيران!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الجمعة، 17 نوفمبر 2023

أربعون يومًا، هي المدّة التي حدّدها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، للمفاوضات الناشطة بين بلاده من جهة والولايات المتحدة الأميركية، من جهة أخرى، في القسم الأميركي ضمن السفارة السويسريّة في طهران، من دون أن يذكر، بطبيعة الحال، ما حصل من تواصل مباشر خلال انتقاله تباعًا الى كل من نيويورك وجنيف.

حصل ذلك، في وقت كانت فيه “أذرع” إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن تزعم مساندة قطاع غزّة الذي تخسر مقاومته مواقعها ويخسر شعبه حياته وممتلكاته، وتوهم القاصي والداني بأنّها تتهيّأ لمحو إسرائيل من الوجود.

في هذه المفاوضات تعهّدت القيادة الإيرانيّة بأن لا تشن حربًا ضد إسرائيل إلّا في حال ضربتها إسرائيل، الأمر الذي كرّره “حزب الله” إذ إنّه، وبعيدًا من الشعارات الكبرى، توعّد إسرائيل بحرب في حال شنّت هي حربًا على لبنان.

وليس من قبيل الصدفة أنّه في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تُمسك يد الحكومة الإسرائيليّة عن توسيع ضرباتها في لبنان، شنّ المحافظون الإيرانيّون هجومًا عنيفًا ضد وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف لأنّه كشف بدقة أنّ بلاده تعهّدت للأميركيين بعدم الدخول في الحرب ضد إسرائيل الى جانب “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.

ويبدو واضحًا أنّ القيادة الإيرانيّة الحاليّة تتاجر بقطاع غزّة، فهي مقابل التحكم بصواريخ “محور المقاومة” تنال إعفاءات ماليّة في العراق وتحرّر أموالها المنقولة من كوريا الجنوبية الى قطر وتأخذ راحتها في بيع نفطها وتؤسس لمرحلة مقبلة تكون فيها شريكة في صناعة القرار في المنطقة التي كانت قبل “طوفان الأقصى” ذاهبة بسرعة الى سلام لم تتخلّ عنه مع إسرائيل وإلى “جسر القارات” الذي اقترحته الولايات المتحدة الأميركية وعينها على مصالحها في إسرائيل والخليج والهند وغيرها، ووافقت عليه مجموعة العشرون.

ولا مبالغة في القول إنّ إيران بنت على جثث الفلسطينيين وركام مؤسساتها وأبنيتهم ومنازلهم جسرًا لتعبر من خلاله الى حيث تعينها مفاوضات “البازار” الذي دخلته الإدارة الأميركية،راضية ومرضية!

في واقع الحال، لو تُرك أمر إسرائيل ل”جبهات المؤازرة” التي تتحكم بها إيران لكانت تل أبيب في أفضل أحوالها، لكنّ الرأي العام الدولي، وغالبيّته الكاسحة، لا تربطها أيّ علاقة أو عاطفة بإيران، تولّت مهمة “شيطنة” الحرب الدموية الوسخة ضد الفلسطينيّين.

وبهذا المعنى فإنّ “محور المقاومة” أصاب عندما أطلق على نفسه اسم “جبهات المؤازرة” ولكنّه زوّر في إسم الطرف الذي تتم مؤازرته، إذ إنّه في الحقيقة، ليس قطاع غزّة بل مصالح إيران!

المقال السابق
كيف تنظر إسرائيل إلى فلاديمير بوتين في ضوء " طوفان الأقصى"؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية