"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ضياء عودة/ "سيناريو ذو وجهين".. تصعيد يثير المخاوف في شمال سوريا

الرصد
الثلاثاء، 27 يونيو 2023

ضياء عودة/ "سيناريو ذو وجهين".. تصعيد يثير المخاوف في شمال سوريا

بعدما شهدت مناطق شمال غرب سوريا، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، فترة من الهدوء النسبي عادت الطائرات الروسية والتابعة للنظام السوري لتفرض مشهدا من القصف والموت، الأمر الذي أثار مخاوف مدنيين وناشطين من “سيناريو ذي وجهين”.

وقصفت طائرات حربية روسية وسورية، قبل يومين، سوقا للخضار في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، مما أسفر عن مقتل 9 مدنيين وإصابة 61 آخرين، بحسب إحصائيات “الدفاع المدني السوري” والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتبنى النظام السوري هذه الضربة، لكن وزارة دفاعه قالت في بيان إنها “استهدفت مقرات الإرهابيين ومستودعاتهم في ريف إدلب، ومواقع إطلاق الطائرات المسيرة”.

وقبل هذه الحادثة تعرضت أطراف مدينة إدلب لقصف جوي أيضا.

وفي أعقاب ضربة جسر الشغور تجددت الغارات الجوية على مناطق متفرقة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، اليوم الثلاثاء، أي قبل عيد الأضحى بيوم واحد.

ويشير “الدفاع المدني”، وهو منظمة إنسانية تعمل في شمال غرب سوريا، إلى أن وتيرة هجمات النظام وحليفه الروسي على شمال غربي سوريا ارتفعت، منذ مطلع يونيو الحالي.

وتركزت بشكل كبير قرى ريف إدلب الشرقي والغربي والجنوبي، إذ وثق الفريق الإنساني أكثر من 70 هجوما منذ بداية التصعيد حتى يوم السبت في الرابع والعشرين من يونيو، وفق بيان نشره الاثنين.

“أحداث بالتزامن” وطوال سنوات الحرب الماضية في سوريا أصبحت محافظة إدلب في الشمال الغربي للبلاد الملاذ الأخير للسوريين الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، وبحسب إحصائيات لمنظمات إنسانية يقيم فيها أكثر من 4 ملايين مدني.

وتخضع المحافظة لاتفاقيات تركية- روسية، تدخل إيران بجزء منها أيضا ضمن تفاهمات “أستانة”، التي عقدت آخر جولاتها قبل أسبوع، بمشاركة “الأطراف الضامنة” والنظام السوري.

وكان لافتا أن حدة التصعيد بالقصف جاءت بعد أيام قليلة من انتهاء محادثات “أستانة 20”، فيما تزامنت مع تصعيد مشابه على طول الحدود الشمالية لسوريا، حيث كثف الجيش التركي ضرباته ضد مواقع “وحدات حماية الشعب”، العماد العسكري لـ”قوات سوريا الديمقراطية”.

كما تبع التصعيد حادثة قصف بالطائرات المسيرة في القرداحة بريف اللاذقية معقل رأس النظام السوري، بشار الأسد، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” إن مصدر الإطلاق المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وفي حين تحكم محادثات “أستانة” واتفاق “سوتشي”، الموقع بين الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي،فلاديمير بوتين، مشهد ومصير محافظة إدلب، ترتبط التفاهمات الخاصة بالمناطق الحدودية الخاضعة لـ”قسد” باتفاق عقد في المدينة الروسية أيضا بين الزعيمين في العام 2019.

ولطالما طالبت أنقرة موسكو بالوفاء بالتزاماتها بشأن اتفاق 2019 الخاصة بإبعاد “قوات سوريا الديمقراطية” عن الحدود، وكذلك الأمر في إدلب، إذ واصل المسؤولون الروس التشكيك في مساعي تركيا لتنفيذ اتفاق “سوتشي” الموقع في 2020.

وعلى مدى سنوات اعتاد المدنيون والمراقبون السوريون ربط حدة التصعيد بالقصف بسيناريو ذي وجهين، مفاده “إما وجود اتفاق بين الروس والأتراك أو خلاف دفع الجانبين لترجمة ذلك على الأرض”.

بدوره يوضح الناشط الإعلامي المقيم في إدلب، عدنان الإمام، أن “السكان في شمال غرب سوريا يرون أن التصعيد الحالي يرتبط بسببين”.

السبب الأول من أجل الضغط على الفصائل العسكرية لفتح الطريق الدولي “إم فور”، والثاني ردا على القصف بالمسيرات على منطقة جورين بريف حماة والقرداحة بريف اللاذقية.

ويقول الإمام لموقع “الحرة”: “القصف الروسي على سوق الخضار بجسر الشغور ومدينة إدلب المكتظة بالمدنين شكّل حالة كبيرة من الخوف والرعب”، مضيفا: “المدنيون هم الضحايا.. لا شيء غير ذلك”.

ومنذ بدء محادثات “أستانة” في 2017 وقبل ذلك بالتدخل الروسي في 2015 لم تتوقف الضربات الجوية على إدلب، حسب الضابط المنشق عن النظام السوري، عبد الجبار العكيدي.

ورغم أن الطائرات كانت تضرب بين اليوم والآخر، إلا أن التصعيد خلال الأيام الماضية “حمل كثافة ووحشية خلافا لفترة الهدوء النسبي التي سادت لأشهر”.

ويقول العكيدي لموقع “الحرة”: “النظام يتأذى من وقف إطلاق النار وتوقف الحرب، فهو يريد تثبيت هذه اللغة، وبحاجة لحالة من التصعيد والتخويف”.

ومع ذلك يضيف الضابط المنشق أن “التصعيد العنيف سواء في إدلب أو على طول الحدود الشمالية لسوريا قد يعني وجود تفاهم معين بين الأطراف أو خلاف”، في إشارة منه إلى الجانبين الروسي والتركي.

“تفاهم للإضعاف” ومن غير الواضح النقطة التي سيصل إليها التصعيد في شمال غرب سوريا، في ظل عدم وجود تعليقات من الجانب الروسي والتركي، وهما الطرفان الضامنان في محادثات “أستانة” واتفاق “سوتشي”.

وكثيرا ما كان المسؤولون الأتراك والروس يربطون اتفاقي “سوتشي” في 2019 و2020 ببعضهما البعض، حتى أنهما ربطا في بعض الأحيان إحراز أي تقدم في الشمال في مقابل الالتزام بالتعهدات في الجنوب.

ومع ذلك لم يطرأ أي تغير على الخريطة الخاصة بالميدان، في وقت استمرت الضربات من الجو، سواء على طول الحدود أو في مناطق إدلب بأقصى الشمال الغربي للبلاد.

ويرى المحلل السياسي المقيم في موسكو، محمود الفندي، أن الضربات الجوية الأخيرة على إدلب “تأتي ضمن اتفاقية سوتشي”.

ويعتقد في حديث لموقع “الحرة” أن “التصعيد سيرتفع في الأيام المقبلة، من أجل تخفيف قوة هيئة تحرير الشام، حتى يسمح لفصائل الجيش الوطني السوري بالسيطرة على المناطق الخاضعة لها”.

ويقول الفندي: “ما يحصل أن العملية جارية لتخفيف قوة الهيئة لا تفكيكها. هذه هي الاستراتجية الروسية التركية القائمة في الوقت الحالي، وهي عنوان التصعيد”، حسب تعبيره.

كما يضيف أن “روسيا بدأت ترى في الفترة الأخيرة أن هيئة تحرير الشام قد خرجت عن الإرادة التركية، ولذلك لا بد من عمل مشترك بشأن الضربات الدقيقة التي تحصل”.

وتعتبر “تحرير الشام”، المصنفة على قوائم الإرهاب، الجهة الأكبر التي تحظى بالنفوذ في شمال غرب سوريا، ورغم أنها ليست طرفا في الاتفاقيات والمحادثات مثل “أستانة”، إلا أنها لم تعارض كثيرا تنفيذ البنود على مدى السنوات الماضية.

وتنتشر فصائل معارضة أخرى في الشمال السوري ضمن “تحالف الجيش الوطني السوري”، لكنها منخرطة في محادثات “أستانة”، وتتلقى دعما من الجانب التركي، وتسيطر على مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي.

الحرة

المقال السابق
لبنان/ أسعد...في ذمة الله

الرصد

مقالات ذات صلة

"المرأة الغامضة" وراء الشركة المرخصة لأجهزة "البيجر" المتفجرة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية