عندما يستقر الطقس وتشرق الشمس، بعد فترة من المطر والبرد، يتهافت كثيرون الى الشاطئ ليتنعّموا بما تمنحه إيّاهم طبيعة لبنان الجميلة.
بين اللاهثين الى الشمس والشاطئ، يتلقى كثيرون “ضربة شمس” حقيقية، فتسوَد الدنيا في عيونهم ورؤوسهم وتشتعل أجسادهم المحترقة، فيتحوّل النعيم الذي تخيّلوه الى “شقفة” من الجحيم.
ويبدو أنّ حالة اللبنانيين مع التغييرات السياسية والاقتصادية والمالية والاقليمية لا تختلف كثيرا عن “ضربة الشمس”، فهم يدفعون غاليًا ثمن كل ما يحصل.
ملاحقة رياض سلامة بموجب مذكرة توقيف غيابية صادرة عن السلطات الفرنسية، ترفع حرارة الجسد اللبناني، من دون ان تحصّنه ضد الهدر والسرقة والمنفعة الذاتية.
يمكن ان يتنعم كثيرون بهذا الاجراء ولكن “ضربة الشمس” بالمرصاد فالعدالة على اهميتها لا يمكن ان تكون عملية مستوردة، فإمّا تنبع من ارادة القانون والدستور الوطنيين أو تكون ” فعلًا مجتزأ” سرعان ما يرتد سلبًا على الجميع كما هي عليه حالة الملاحقات القضائية المجمدة في ملف انفجار مرفأ بيروت.
وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، يتذبذب مثل مناخ صحراوي، فلا يعرف أحدٍ إن كان طقس الانتخاب جميلًا أو مجرد شمس حارق تخفي أذاها نسمات عليلة “مغشوشة”.
حتى تاريخه لا يبدو انّ النعمة مستقرة ولذلك على الجميع ان يحاذروا، فضربة شمس أسوأ من مرجلات زمن السلاح الفالت في كل مكان واستحقاق.