وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمرا تنفيذيا يهدف إلى تجميد المساعدات لجنوب أفريقيا ، في أعقاب قانون مثير للجدل يسمح لحكومتها بمصادرة الأراضي الزراعية من الأقليات العرقية - أي المزارعين البيض - دون تعويض. والسبب الآخر هو موقف البلاد من إسرائيل والحرب في قطاع غزة، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.
وأعلن ترامب يوم الجمعة أن الولايات المتحدة لن تدعم جنوب أفريقيا من خلال المساعدات الخارجية إذا استمرت مثل هذه السياسات - التي زعم أنها تسلط الضوء على “التجاهل المروع لمواطنيها” وتصل إلى حد “انتهاكات حقوق الإنسان” - وأمر الوكالات الأمريكية بالتوقف عن تقديم كل المساعدات إلى كيب تاون ما لم يُعتبر ذلك ضروريًا.
كان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا قد نفى في وقت سابق أن تكون سلطات بلاده “تصادر الأراضي”، وقال إن بلاده تتطلع إلى العمل مع إدارة ترامب “بشأن سياسات إصلاح الأراضي لدينا”.
وينص أمر ترامب أيضًا على أن بلاده ستساعد “الأفريكانرز” - وهي مجموعة عرقية تنحدر من المستوطنين الأوروبيين الذين يفرون من جنوب أفريقيا بسبب التمييز - بما في ذلك مساعدتهم على الاستقرار من خلال برامج المهاجرين.
وجاء في البيان “إن سياسة الولايات المتحدة هي أنه طالما استمرت جنوب أفريقيا في هذه الممارسات غير العادلة وغير الأخلاقية التي تضر بأمتنا، فإن الولا يات المتحدة لن تقدم لها المساعدة أو الدعم؛ وستشجع الولايات المتحدة إعادة توطين المهاجرين الأفريكانيين الفارين من التمييز العنصري تحت رعاية الحكومة في جنوب أفريقيا، بما في ذلك مصادرة الممتلكات على أساس عنصري”.
وقالت وزارة الخارجية في كيب تاون إن الأمر “مثير للقلق العميق”، زاعمة أنه يفتقر إلى الدقة الواقعية ويرفض الاعتراف بالتاريخ العميق والمؤلم للاستعمار والفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وأضافت الوزارة أن هذه الخطوة تبدو “كحملة تضليل ودعاية تهدف إلى تشويه صورة أمتنا”.
كما صرحت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا بأنه “من المثير للسخرية أن الأمر التنفيذي ينشئ وضع اللاجئ في الولايات المتحدة لمجموعة في جنوب أفريقيا تظل من بين الأكثر تفضيلاً اقتصاديًا، بينما يتم ترحيل الأشخاص الضعفاء في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم ورفض منحهم اللجوء، على الرغم من الصعوبات الحقيقية التي يواجهونها”.
في الماضي، أدت السياسات العنصرية إلى إخلاء الجنوب أفريقيين ذوي البشرة الداكنة وغير البيض من الأراضي بالقوة، وتم نقلها لاستخدام الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة. لقد نص دستور البلاد على إعادة توزيع الأراضي منذ خرجت جنوب أفريقيا من حقبة الفصل العنصري وأجرت انتخاباتها الديمقراطية في عام 1994.
ومع ذلك، تظل البطالة والفقر شديدتين بين السود في جنوب أفريقيا، الذين يشكلون نحو 80% من السكان، ولكنهم يمتلكون قطعة أرض. وفي يناير/كانون الثاني، وقع رامافوزا على مشروع قانون يحدد إرشادات جديدة بشأن مصادرة الأراضي، بما في ذلك السماح للحكومة بمصادرة الأراضي دون تعويض في بعض الحالات.
وبحسب موقع المساعدات الخارجية الأميركية، قالت الولايات المتحدة إنها سترسل نحو 440 مليون دولار من المساعدات إلى جنوب أفريقيا في عام 2023، بما في ذلك أكثر من 270 مليون دولار من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) وحدها.
وأضاف ترامب، كما ذكر، أن كيب تاون اتخذت خطوة عدائية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها من خلال موقفها تجاه إسرائيل، التي اتهمتها في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بـ “الإبادة الجماعية” في قطاع غزة، وكذلك من خلال تعزيز علاقاتها مع إيران.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تحدث رامافوزا مع شريك ترامب، الملياردير إيلون ماسك، حول “قضايا التضليل والتشويه فيما يتعلق بجنوب أفريقيا”، وأكد على القيم الدستورية لبلاده المتمثلة في احترام سيادة القانون والعدالة والإنصاف والمساواة”، بحسب بيان حكومي في كيب تاون. وفي خطابه السنوي عن حالة الأمة، قال رامافوزا إن جنوب أفريقيا “لن تتراجع”. وقال “نحن، الجنوب أفريقيون، شعب مرن، ولن نستسلم للترهيب”.
في وقت مبكر من الليل بين الأحد والاثنين من الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه سيوقف التمويل لجنوب أفريقيا، مدعيا أنها “تصادر الأراضي، وأن فئات معينة من الناس هناك تعامل بشكل سيئ للغاية”. وبحسب الرئيس الأميركي الذي لم يقدم أي دليل على مزاعمه فإن “الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستتحرك”. “وسأقوم أيضًا بإلغاء كل التمويل المستقبلي لجنوب أفريقيا حتى يتم الانتهاء من التحقيق الكامل في هذا الوضع”.
