فيما تتحضر باريس لاستقبال رئيس “حزب الكتائب اللبنانية”النائب سامي الجميل، تواصل العواصم الأخرى إطلاق مواقف تؤشر إلى عدم استجابتها للطرح الفرنسي. وفي هذا السياق، أتى الموقف القطري على لسان الناطق باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، تعليقاً على زيارة وزير الدولة في الخارجية القطرية محم د الخليفي إلى لبنان. إذ قال إن «ليس لدى قطر مرشحٌ مفضلٌ في لبنان»، وشدد على أن زيارة الخليفي «كانت استكشافية» و«من غير المناسب الحديث عن وجود طرف خارجي يكون لديه مرشح مفضل في انتخابات الرئاسة اللبنانية، وما يمكن أن تقدمه قطر والدول العربية بشأن الأزمة اللبنانية هو دعم اللبنانيين للوصول إلى توافق يخرج لبنان من أزمته الحالية».
هذا المناخ، أثار تساؤلات لدى الفريق الداعم فرنجية، وقالت أوساط قريبة من ثنائي أمل وحزب الله «إن الجميع بات يسأل عما إذا كانت باريس تلعب على أكثر من خط وتتبع سياسة ذات وجهين. فتسوّق لدى هذا الفريق فكرة المقايضة وتدفع الفريق المقابل إلى اتخاذ موقف يُشكّل إحراجاً للقوى التي تدعم فرنجية، من دون أن تظهر بصورة المعادي لأي من الفريقين».
ومن المتوقع أن يجتمع الجميل بالمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، يوم الإثنين المقبل.
ويعتبر الجميل من أشد معارضي وصول فرنجيّة الى الرئاسة، ولكنّه، على خلاف الشخصيات اللبنانية الأخرى، رفض أن يهاجم فرنسا، واعتبر أنّه يمكن التواصل معها والتفاهم معها وإيصال وجهة النظر الرافضة لفرنجية، من دون إفساد العلاقات مع هذه الدولة الصديقة.
وقد قدّرت فرنسا مواقف الجميل هذه، خصوصًا أنّها قد تصدّت لهجمة استهدفتها حتى من داخل حزبه( مثل مواقف النائب نديم الجميل التي لحقت بمواقف ناطقين باسم حزب القوات اللبنانية).
وينتمي سامي الجميل الى مجموعة لبنانية تعتبر أنّ فرنسا، دون غيرها من الدول، تحمل الهموم اللبنانيّة، ولو أحيانًا باتجاهات لا تريح الفريق السياسي، إلى كل مراكز القرار في العالم.
ووفق ما علمت “نيوزاليست” فإنّ الجميل سوف يضع دوريل في خلفية رفض فرنجية وتأثير مواصلة دعمه على صورة فرنسا في لبنان وأنّ الضمانات لا يمكن تقديمها بالوعود بل بالمواصفات.
وتتكهّن أوساط دبلوماسية أن يواجه فرنجية في لقائه مع دوريل مشكلة، إذ عليه أن يشرح كيف يمكن للفريق المعارض لفرنجية سدّ الشغور الرئاسي إذا لم يكن قادرًا على تقديم مرشح “قابل للإنتخاب”.