"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

بيروت الأخيرة عربياً في معايير نوعيّة الحياة!

الرصد
الأربعاء، 31 يناير 2024

بيروت الأخيرة عربياً في معايير نوعيّة الحياة!

منال شعيا

لقد تمّ تأكيد المؤكد. بيروت في ذيل لائحة المدن من حيث احترام نوعية الحياة ومعاييرها. وكأن الخبر ليس مفاجئا بعد كل “الويلات” التي عاشها البلد، إذ تكفي الأعوام الاربعة الفائتة لينحدر معها سلّم الحياة ومقوّماتها في لبنان الى الدرك الأسفل.

هكذا، احتلت بيروت المرتبة 191 في العالم في مؤشّر نوعيّة الحياة للعام 2024، وفق موقع “نامبيو للإحصاءات مؤشّر نوعيّة الحياة للعام 2024”. في هذا التقرير الذي نُشر أخيرا، جرى تصنيف 195 مدينة حول العالم إستناداً إلى نتائج محددة او ما يسمى “مؤشرات الحياة”.

تراجع تدريجي اللافت ان لبنان يشهد تراجعا متدرّجا لنوعية الحياة، اذ في قراءة لتقارير سابقة حول المسألة نفسها وللموقع ذاته يتبين الآتي: للعام 2024، بيروت في المرتبة 191، من اصل 195 مدينة شملها التقرير، أي بفارق 4 نقاط عن المرتبة الاخيرة.

وللعام 2023، وبحسب تصنيف مؤشر “نامبيو”، بتاريخ 21 -7- 2023، والذي شمل 84 دولة حول العالم، حلّ لبنان في المرتبة 77 أي بفارق 7 نقاط عن المرتبة الأخيرة.

اما للعام 2022، فقد انخفضت مؤشرات العيش في لبنان، بحيث بات البلد يقترب، بفارق 6 مراتب فقط، من الحلول في مركز الصدارة العالمي لمؤشر “الأسوأ” في نوعية الحياة، بعدما حازت بيروت المرتبة 242 من أصل 248 مدينة حول العالم (أي بفارق 6 نقاط عن المرتبة الأخيرة)، وفق تقرير دولي نُشر في 19 تموز 2022. وبالتوازي، تبوّأت يومها العاصمة اللبنانية الصدارة الإقليمية في غلاء المعيشة بين المدن العربية.

كل ذلك يشكل ادلة كافية لحجم التراجع في مستوى العيش ونوعيته في لبنان، واقترابنا من المراتب الأخيرة، تقريراً بعد تقرير!

ثمانية مؤشرات

عظيم. النتيجة باتت معروفة، انما ما هي المعايير او المؤشرات التي يتم الاستناد اليها لتقدير نوعية الحياة في بلد ما؟

هي مؤشرات ثمانية يرتكز عليها موقع “نامبيو” لتقييم مقومات العيش للبلدان: مؤشّر القدرة الشرائيّة، مؤشّر الأمان، مؤشّر الرعاية الصحّيّة، مؤشّر كلفة المعيشة، معدَّل سعر المنزل على الدخل (الذي يعكس القدرة على تحمّل كلفة السكن)، مؤشّر حركة المرور (أو الوقت المطلوب للتنقّل)، مؤشّر التلوّث، ومؤشّر المناخ.

ولعل قراءة سريعة للمعايير الثمانية هذه تظهر كم ان منسوب العيش في لبنان في انحدار، فلا معايير الصحة او الرعاية الصحية متوافرة للجميع، والقدرة الشرائية في لبنان تراجعت بشكل دراماتيكي للكثير من الأسر وحتى الأفراد، في الأعوام الأخيرة، وسط تضخم كبير وانهيار لقيمة الليرة اللبنانية في مقابل تعدد أسعار الصرف.

ثم ماذا عن العناصر الأخرى ككلفة السكن في ظل غياب القروض السكنية وتفلّت أسعار العقارات، وكلفة التنقل مع عدم وجود أي خطة للنقل العام والارتفاع المتواصل لاسعار الوقود؟ هذا من دون الحديث، بين الحين والآخر، عن تهديد الشركات المستوردة للنفط بوقف التوزيع، مما يضع المواطن دوما في دائرة الضحية والذي يدفع الثمن غاليا. وحدِّث ولا حرج عن المؤشرات الأخرى، مثل حجم التلوث ومؤشر المناخ!

في تقرير موقع “نامبيو” الذي نشره أيضا “بنك الاعتماد اللبناني”، شرحٌ لطريقة احتساب هذه المؤشرات وانعكاسها على نوعية الحياة، بحيث يُفترض ان تكون النتيجة مرتفعة في كلٍّ من مؤشّر القدرة الشرائيّة، الرعاية الصحّيّة، المناخ، الأمان، في حين ان من الأفضل أن تكون متدنّية في كلٍّ من مؤشّر التلوّث، معدّل سعر المنزل على الدخل، مؤشّر كلفة المعيشة، مؤشّر حركة المرور، كي تحصُل مدينة ما على نتيجة مرضية في مؤشّر نوعيّة الحياة.

عندها، تبدو الصورة واضحة بالنسبة الى لبنان حيث كل المعايير معكوسة.

بحسب موقع “نامبيو”، بَرَزَت مدينة هاغ في هولندا الأفضل عالميّاً في مؤشّر نوعيّة الحياة محقِّقةً نتيجة 218.0، تلتها مدينة إيندهوفن في هولندا أيضا (208)، ومدينة لوكسمبورغ (206.5).

إقليمياً، حلّت مدينة مسقط أُولى في مؤشّر نوعيّة الحياة (النتيجة: 176.0، المركز العالمي: 23) عن العام 2024 بين الدول العربيّة، تبعتها مدينة دبيّ (النتيجة: 165.5، المركز العالمي: 39)، ثم مدينة أبو ظبي (النتيجة: 163.5، المركز العالمي: 43).

لبنانياً، أتت العاصمة بيروت في المرتبة 191 من اصل 195 مدينة في العالم، وهي الأخيرة ضمن المدن العربيّة المشمولة بمؤشّر نوعيّة الحياة للعام 2024، بنتيجة 62.0.

ومن هذه النتيجة، يتبيّن أداء مدينة بيروت في المحاور الثمانية لمؤشّر نوعيّة الحياة خلال الفترة الممتدّة بين عامي 2022 و2024.

ووفق موقع “نامبيو”، سجَّل عدد من المؤشّرات تغيّرات سنويّة طفيفة، خلال هذه العامين، فيما شهدت المؤشرات المرتبطة بالتضخّم، أي مؤشّر القدرة الشرائيّة ومؤشّر كلفة المعيشة، تغيّرا كبيرا بسبب التدهور الكبير في سعر صرف العملة المحليّة.

النهار

المقال السابق
تخفيض أميركي لمستوى المخاطر المحتملة في لبنان

الرصد

مقالات ذات صلة

مجزرة تدمر... ردّ إسرائيلي على "الحشد" العراقي أم رسالة لدمشق؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية