"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الحرب الأهليّة...بيناتنا!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 12 أبريل 2023

لمّا صارت مراجعة لأسباب اندلاع الحرب بلبنان وعلى لبنان وبين اللبنانيّين، في 13 نيسان 1975، كان هناك إجماع على عاملين أساسيّين: تحويل لبنان الى ساحة بديلة للحرب العربيّة-الإسرائيليّة بقيادة “منظمة التحرير الفلسطينيّة”، وشعور شرائح كبيرة من اللبنانيّين بالغبن وعدم المساواة.

بعد 48 سنة، يعني اليوم، بيظهر بوضوح إنو ما في شي تغيّر: إيران اللي وصفت لبنان ب”العمق الإستراتيجي للجمهوريّة الإسلامية”، بواسطة “حزب الله”، جعلت من لبنان صندوق بريد بالصراع الإسرائيلي-الإيراني، وسلّمته لمجموعات فلسطينيّة بتخضعلها، وشرائح لبنانيّة كبيرة عم تشكي من الغبن لأنو اللي بيضمنو الدستور الوطني عم يهدرو السلاح الفئوي.

المشاعر اللي اعتملت بنفوس اللبنانيّين منذ ما قبل “اتفاق القاهرة” وتحوّلت الى حرب سنة 1975 بتشبه المشاعر الحاليّة اللي عم يتم التعبير عنها بوسائل كتيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر، نمو الشريحة اللي بتآمن بالتقسيم، واعتقاد كتار بأنّو الحرب أفضل من هيك واقع.

وهيدا بيعني إنّو الحرب صارت موجودة في النفوس، ومش ناقصها غير دخول أطراف إقليمية أو دولية عندا مصلحة بإشعال الفتيل.

بهاليومين، راح نسمع كتير كلمات على وزن “حبّو بعضكم”، “خافوا الله”، “تنذكر وما تنعاد”، “تطبيق اتفاق الطائف” و…إلخ!

كل اللي راح نسمعوا، بهاليومين، مجرّد “تخريف”، لأنو الحرب مش نتاج رغبة. الحرب هي ابنة المعطيات.

المعطيات بتقول إنّو الحرب تَتِشْتِعِل بلبنان، مش ناقصها، إلّا يجي حدا ويكب فتّيشة و…مصاري!

“الموعظة الحسنة” ما بتغيّر شي. اللي ما بدّو حرب واجب عليه إنو يزيل عوامل الحرب، وهيدا بيقتضي، قبل أي شيء آخر، مواجهة جريئة حتى ما يبقى لبنان حديقة خلفية لإيران، ونزع سلاح “حزب الله” حتى يصبح متلو متل باقي اللبنانيّين، وإعادة الحياة الى الدولة.

جماعة “حزب الله” لمّا بدهم يجيبو رئيس بيحكونا عن الإجماع اللبناني وعن التوافق اللبناني وعن التفاهم اللبناني، بس لما بدهم يلعبوا بالنار الإقليمية، لا بهمهم رأي غيرهم ولا بيعنيلهم خوف غيرهم، ولا بيكترثوا بتحذيرات غيرهم.

جماعة “حزب الله” بيعملوا اللي بدّن ياه، وما بيعنيلهم شي إذا البلد بقي عم يتنقل من جحيم الى جحيم. بالنسبة الهم الجنّة بيضمنها الولي الفقيه وطاعة الولي الفقيه ومصالح الولي الفقيه!

بالعام 1975 كان في فئات لبنانيّة بتشعر بالغبن. بالعام 2023 في فئات لبنانيّة بتشعر بالإحتقار.

شعور الغبن، مهما كان قاسي، بيبقى أرحم ألف مرّة، من شعور الإحتقار!

الحرب بلبنان، بيوم من الإيّام اعتبرناها ذكرى. اليوم، نحنا أكيدين، إنها حقيقة عم تنطر اللحظة المناسبة تتشرب من دم ولادنا!

إقرأ/ ي أيضًا: بالعربي…الدارج!

المقال السابق
مشروع “الإسلام المعتدل” كأداة في أيادي الأنظمة العربية الديكتاتورية
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

ثرثرات فوق الضفة الأخرى من النهر!!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية