في وقت يتوقّع أن تتوالى المواقف التصعيدية، خصوصاً من الفريق المسيحي غير المشارك في الحكومة، حول جلسة مجلس الوزراء، والتي يعتبرون أنها تقطع الطريق على التمديد لقائد الجيش جوزف عون، تمدّد السجال بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و”القوات اللبنانية” حول الموضع الذي لا يزال مدار سجال بين الأفرقاء السياسيين، باشراف غير مباشر من “حزب الله”، إذ يسعى عبر رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الى نصب “كمين” لعرقلة خطوة التمديد بالتوازي مع خطط “محكمة” لإبعاد القائد عن الرئاسة.
وفي رد على الرد، إستغرب ميقاتي الموقف الذي أصدرته “القوات اللبنانية” وإفترضت فيه انه سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء لقطع الطريق على التمديد لقائد الجيش”، معتبراً “أن الدعوة الى مجلس الوزراء، في حال حصلت، هي من أجل تأخير تسريح قائد الجيش ستة أشهر، في حين أن الاقتراح المقدم من قبل “القوات” الى مجلس النواب ينص على تأخير سن التقاعد سنة كاملة.والامران لا يتعارضان مع بعضهما البعض.
أكد ميقاتي “أنه “يدرك تماما ما هو فاعله، لمصلحة الوطن وصون المؤسسة العسكرية”، في رد صريح على القوات التي استغربت دعوة ميقاتي لجلسة اعتبرتها أنها ظاهريًّا للتمديد ولكن فعليًّا لقطع الطريق على هذا التمديد، ذلك أنّ التمديد في مجلس الوزراء يتطلّب توقيع وزير الدفاع، والأخير كما هو معلوم ليس بهذا الوارد، وبالتالي سيقدم مجلس الوزراء على خطوة غير قانونية الهدف منها فقط قطع الطريق على التمديد الفعلي في مجلس النواب بعد أن تحدّدت جلسة، بعد طول انتظار يوم الخميس، لهذا الغرض.
وسألت:“كيف نفسِّر دعوته إلى تمديد غير قانوني لقائد الجيش في مجلس الوزراء يُطعن به في سهولة قصوى ويُبطَل في سهولة قصوى، فنكون قد أدخلنا المؤسسة العسكرية في فراغ وفوضى كبيرين، ونكون قد أدخلنا البلاد في فوضى أكبر وأخطر، ونكون قد كشفنا لبنان كليًّا أمام المخاطر المحدقة به في الوقت الحاضر. فهل يدري الرئيس ميقاتي ما هو فاعله؟“.
وكتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عبر حسابه على منصة “اكس”: رغم كل التبريرات، نحذّر من مغبّة تأجيل تسريح قائد الجيش في مجلس الوزراء رغم العلم المسبق بأرجحية قبول الطعن في هذا القرار امام مجلس شورى الدولة. تقدّمت كتلة الجمهورية القوية باقتراح قانون معجّل مكرّر لتمديد مدة خدمة الضباط برتبة عماد لسنة واحدة. لا يا دولة الرئيس ميقاتي، الأمران ليسا متشابهين ابداً. تعرف كما نعرف نحن بأن هناك نيّة من قبل الحكومة لاستبدال العماد عون بقائد آخر مطواع في يد حزب الله. في ظلّ غياب رئيس للجمهورية وفي ظلّ الوضع الامني المتفجر في الإقليم وعلى حدودنا الجنوبية لا بدّ من المحافظة على العماد جوزاف عون على رأس المؤسسة العسكرية استناداً إلى خبرته وبعده عن التجاذبات السياسية. فاقتضى التنبيه قبل التنويه.