بين ليلة جنوبية وضحاها.. "ميني حرب" اسرائيلية تنتهي إلى "فشة خلق" بـ"حماس"!
حلّت الجمعة العظيمة ولبنان لا يزال يعيش في درب الجلجلة، وسط صلوات ورجاء بقيامته وخلاصه بعد “ليلة الصواريخ” والتهديد على جبهة الجنوب، حيث تم “حصر” التهمة بحرك ة حماس، واقتصار الرد على اهداف محددة تابعة لها عند الحدود اللبنانية وفي غزة.
ألغى الجيش الاسرائيلي التعليمات الاستثنائية لسكان غلاف غزة ودعاهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية
بعد ليلة “ساخنة” أعقبت إطلاق عشرات الصواريخ من الأراضي اللبنانية في اتجاه الجليل الأعلى، ألغى الجيش الاسرائيلي التعليمات الاستثنائية لسكان غلاف غزة ودعاهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية، وتم “سحب فتيل” التصعيد، إذ أشار المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الى أن ” الجيش الاسرائيلي يقوم بتقييم الوضع و بتعزيز القوات المقاتلة والمدفعية في القيادة الشمالية والجنوبية للتعامل مع سيناريوهات محتملة”، محملاً “الحكومة اللبنانية مسؤولة عن كل ما يحدث من داخل أراضيها بما في ذلك عن اطلاق الصواريخ الذي نفذته حماس من هناك، لن نسمح لحماس ان تعمل انطلاقًا من لبنان”.
رفض رسمي لبناني لما يحصل تتوّج بتقديم شكوى رسمية لمجلس الامن الدولي على أثر القصف والإعتداء الاسرائيلي
أتت التطورات عبر الحدود مع تصاعد المواجهات بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية لحرم المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الذي يتزامن هذا العام مع عطلة عيد الفصح اليهودي، وفي الوقت الذي كان فيه زعيم حركة حماس إسماعيل هنية يزور لبنان حيث بقي “حزب الله” بعيداً عن الشبهة، وسط رفض رسمي لبناني لما يحصل تتوّج بتقديم شكوى رسمية لمجلس الامن الدولي على أثر القصف والإعتداء الاسرائيلي المتعمد فجر اليوم لمناطق في جنوب لبنان، والإنتهاك الصارخ لسيادة لبنان والخرق الفاضح لقرار مجلس الامن الدولي ١٧٠١، ما يهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني”.
من جهتها، أكدت اليونيفيل الى “ان آليات الاتصال والتنسيق لدينا منخرطة بشكل كامل من اجل التهدئة، وقال الجانبان إنهما لا يريدان الحرب”، وأشارت الى “ان الإجراءات التي تمت خلال اليوم الماضي خطيرة وتنذر بتصعيد خطير، وحضت الجميع الأطراف على وقف جميع اعمال التصعيد عبر الخط الأزرق الآن”.
في وقت ينذر فيه التوتر نجم عن اقتحام الشرطة الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى هذا الأسبوع بالخروج عن السيطرة، استهدف الجيش الإسرائيلي خلال الليل 3 منشآت لحركة حماس في جنوب لبنان، وأكثر من 10 أهداف عسكرية للحركة في قطاع غزة، في حين أطلق المسلحون الفلسطينيون أكثر من 40 صاروخا على إسرائيل منذ منتصف الليل.
بالتزامن مع شن الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على شمال قطاع غزة، وعلى جنوب مدينة غزة، كان الجيش الإسرائيلي أعلن فجر اليوم، أن قواته شنّت غارات في لبنان، على إثر إطلاق وابل من الصواريخ يوم أمس، وقصف محيط مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور كما دوّت ثلاثة انفجارات في منطقة صور، بعد ساعات على إعلان إسرائيل أن 34 صاروخاً أُطلِقت من لبنان باتجاه الجليل الغربي.
قوة من “اليونيفيل” ستصل إلى مخيّم الرشيدية في صور لمُعاينة الأضرار التي تُقدّر بحوالى 30 ألف دولار
سيطر الترقب في اعقاب القصف الصاروخي والمدفعي الذي حصل مساء امس واستهدف مستعمرة المطلة في الجانب الاسرائيلي وسهل الخيام في الجانب اللبناني، مع استنفار إسرائيلي في المواقع الحدودية الامامية تخلله طلعات استكشافية للطيران الاسرائيلي في سماء القطاعين، وقابله في الجانب اللبناني دوريات مكثفة للجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات اليونيفيل على طول الحدود وفي القرى والبلدات الواقعة ضمن عمل اليونيفيل بهدف ضبط الوضع والحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة.
وشهدت منطقة رأس العين القليلة جنوبي لبنان انتشاراً بانتظار وصول قوات اليونيفيل إلى المكان ل لاطلاع ميدانيا على مكان استهداف الغارة الإسرائيلية، على أن تصل قوة من “اليونيفيل” إلى مخيّم الرشيدية في صور لمُعاينة الأضرار التي تُقدّر بحوالى 30 ألف دولار.
وكانت الطائرات الإسرائيلية استهدفت عند الساعة الرابعة من فجر اليوم منطقة مفتوحة بين مخيم الرشيدية وسهل رأس العين المعلية بالقرب من الطريق الساحلي المؤدي إلى الناقورة بثلاث قذائف مدفعية، كما عثرت وحدة من الجيش في سهل مرجعيون على راجمة صواريخ بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، ويجري العمل على تفكيكها.
وأعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني أن الاعتداء الاسرائيلي أدى الى تضرر منشآت مشروع ري القاسمية في منطقة القليلة بشكل مباشر، كما عُثر على صاروخ غير منفجر بشكل كامل عند مدخل مخيم الرشيدية قرب حاجز الجيش اللبناني في إحدى مزارع الحيوانات، وقد خلف أضراراً مادية .
وذكر بيان للجيش الاسرائيلي أنه قصف ثلاثة مواقع قريبة من جنوب مدينة صور، في دير قانون وفي القليلة المعلية ومزرعة للحيوانات.
تجدر الاشارة الى أن أي من الغارات الاسرائيلية لم تستهدف مخيم الرشيدية بل اقتصرت الأضرار داخل المخيم على تحطّم بعض مقتنيات احد المقاهي والمنازل جراء الغارة الإسرائيلية كما سقط 3 جرحى من الأطفال داخل المخيم ولكن اصابتهم طفيفة، وسط انتشار مسلح من الفصائل الفلسطينية داخل المخيم.
