صوّبت فرنسا سهامها تجاه ايران في عرقلة التقدم في مسار الملف اللبناني، فطهران التي لها “حساباتها الخاصة” في لبنان، تتحكم بالورقة الداخلية عبر ذراعها “حزب الله”، وهو بدوره “يواجه” مسعى باريس للسيطرة على الوضع فيه، بدليل معارضاتها غير المباشرة لمساعي المو فد الفرنسي جان ايف لودريان.
في رحلة السباق اللبناني، نجح وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في “استباق” وصول لودريان، وحطّ في بيروت حيث سيصوّب بوصلة حركة حلفائه بتوجيهات تتصل بالشأن اللبناني الذي تربطه طهران بمسار مفاوضاتها مع اميركا والسعودية، على الرغم من أنها ظاهرياً تكرر أن الدور الايراني يدعم الحلول المتفق عليها للملف الرئاسي التي تنبع من الداخل.
في المقابل، تسعى فرنسا إلى حمايتها مصالحها ومضاعفتها، وتخشى من حركة الانفتاح الإيراني على دول المنطقة كما الولايات المتحدة، وتسعى بزخم الى انجاح مسعاها بانجاز الاستحقاق الرئاسي باعتبار أن اخفاق لودريان في مسعاه يعني ضربة قاسية لباريس في لبنان الذي يحضر على خريطة تحركات الدول الكبرى، ولكنه حتى الآن ليس الأولوية، وكل طرف يشد الحبل اللبناني تجاهه بحسب مصالحه وتطورات الوضع عالمياً.
بين طائرتي لودريان وعبد اللهيان، يتحدد مصير لبنان القابع بين دفتين، وتمسك كل طرف بشروطه يقضي على امكانية التوصل الى نقاط للتلاقي قريباً، ما يعني أن الفشل سيكون ثالثهما، بانتظار أن تتضح معالم المرحلة التي تنتظر الضوء الأخضر”المشترك” بين الموفدين، لتصبح طريق بعبدا سالكة بوجه الرئيس “المغيّب” الى حين بزوغ فجر التسوية المشتركة، والتغلب على أفعال “الشيطنة” التي تعيق الحل في لبنان.