كثيرون على قيد الحياة في لبنان، لكن الكثير منهم يتمنون الموت ألف مرة، إذ تعدت الاضطرابات التي يشهدها لبنان السياسة والاقتصاد والأمن، لتمتد وتشمل المجتمع اللبناني “المهزوز” بحكم حالة من إحباط، جعلت معظم أفراده في مزاج نفسيّ مضطرب يدفع بجزء منهم إلى الانتحار، وهو ما عكسته حالات الإنتحار المتتالية، من شنق واطلاق نار، منها ما هو فردي مصحوب برسالة تبرير، ومنها جماعي عبر قتل الزوجـة والأطفال لأسباب عائليّة وأخرى اجتماعية اقتصادية.
لم تتوقف سبحة الانتحار المتنقلة في كل المناطق اللبنانية حيث يُعلن عن عدد منها فيما الأخرى تبقى طي الكتمان، كما العديد من الحالات النفسية كالإكتئاب وغيره ، إذ أفاد تقرير للأمم المتّحدة بأن 40% من اللبنانيين يعيشون معاناة اجتماعية أدّت إلى ارتفاع معدّلي البطالة والفقر إلى 80 % ، مع تضاعف مستوى الفقر 3 مرّات.
بيّنت دراسة قامت بها الجامعة الأميركية في بيروت، حول الأثر النفسي الذي لحق الطّلاب عقب الحجر الصحي أن 42.3 % منهم يعانون من اكتئاب وأنسومنيا (أي الأرق)، فيما 75.3 % يعانون من التوتر الحاد.
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد وفق أرقام نقابة الصيادلة، التي لحظت الى جانب ذلك، ازدياد نسبة استهلاك مضادات الاكتئاب والمهدئات بنسبة 20 %على ما كانت عليه، ما يعني أن هذه الأدوية لم تعد محصورة بالمرضى بل تشمل شريحة أكبر من الناس، وهددت الأزمة بانقطاعها في لبنان بعد أدوية السرطان.