لم تدخل “فاغنر” بلدًا عربيًّا وإفريقيًّا، من أجل تنفيذ خطط الكرملين المعادية للغرب، إلّا واشتهرت بأفعالها الوحشية. ومع دخولها في الحرب الأوكرانية، ارتكبت “فاغنر” الفظائع، حتى بدا “داعش” ملاكًا بالمقارنة معها.
ولم يكن ممكنًا أن تصل “فاغنر” الى ما وصلت إليه من قوّة مكّنتها من ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لولا دعم لامحدود تلقته من “والدها الروحي” فلاديمير بوتين الذي وصل به الأمر الى فتح السجون التي تضم أعتى المجرمين، من أجل تجنيدهم في “مرتزقة بائع النقانق”.
وفي مرحلة سابقة ، لم تكن انتقادات قائد “فاغنر” يفغيني بريغوجين لوزارة الدفاع الروسية ولقياداتها العليا من “عندياته”. كان الجميع في روسيا يُدرك أنّه، في ما ينطق به، تتضح حقيقة ما يعتمل في صدر بوتين من غضب. لقد كان قائد فاغنر، بذلك، “أخوت القيصر”!
ولكن عندما حان وقت الإنضباط، فوجئ بوتين بأنّ المسخ الذي خلقه، وفق الطريقة نفسها التي خلق فيها فيكتور فرانكشتاين في رواية ماري شيلي الشهيرة، مسخه القاتل، قد انقلب عليه.
إنّ تحوّل بريغوجين الى “بوتينشتاين” لن يمر بسلام، حتى لو تمكّن القيصر من قتل المسخ الذي خلقه، فهو بيّن وهنًا روسيًّا طالما حاولت البروبغندا الروسيّة إخفاءه، فدخول بوتين الى أوكرانيا أخرجه من دائرة “أذكى الإستراتيجيّين” ورمى به في قعر التبعية للمحاربين، إذ إنّه يتأرجح، حاليًّا، بين جيش غاضب، من جهة ومرتزقة طامحة من جهة أخرى، في وقت يواجه تصميمًا من عدوّه الأوكراني على إلحاق هزيمة عسكريّة به تضطره إلى الجلوس، بتواضع، إلى طاولة المفاوضات التي ينادي بها أصدقاء بوتين قبل خصومه!
إنّ من عاش في الدول التي ضمّها “محور الممانعة” إليه يدرك ماذا يمكن أن تفعل “فاغنر” بالدولة الروسية.
إنّنا الأخبر في معرفة ماذا يعني أن يخلق الحاكم مسخًا!