قال المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه الخميس، إنه خضع للاستجواب لمدة ساعتين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، في مطار ديترويت، الولايات المتحدة، بدعوى دعمه لحركة حماس.
وتحدث بابيه عن الحادثة في منشور على حسابه في “فيسبوك” تحت عنوان: “هل تعلم أن أساتذة التاريخ الذين يبلغون من العمر 70 عاماً يهددون الأمن القومي الأميركي؟”، وذكر أن أسئلة وجهت إليه من قبيل: “هل أنت من أنصار حماس؟ وهل أعتبر التصرفات الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية؟ وما هو حل الصراع؟ ومن هم أصدقائي العرب والمسلمون في أميركا. ومنذ متى أعرفهم، وما نوع العلاقة التي تربطني بهم”.
وأوضح بابيه أنه أحال في إجاباته مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى بعض كتبه، وفي حالات أخرى أجاب بنعم أو لا، لافتاً إلى أن المحقيقين أجروا اتصالاً هاتفياً مطولاً مع أشخاص يعتقد أنهم مسؤولون إسرائيليون، مبيناً أنهم سمحوا له بالمغادرة بعد نسخ كل المعلومات الموجودة في هاتفه.
وأضاف: “الخبر السار هو أن مثل هذه التصرفات التي تقوم بها الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية تحت ضغط من اللوبي المؤيد لإسرائيل أو إسرائيل نفسها تفوح منها رائحة الذعر الشديد واليأس في رد فعل على تحول إسرائيل قريباً جداً إلى دولة منبوذة مع كل ما يترتب عن هذا الوضع من تداعيات”.
ويعتبر المؤرخ إيلان بابيه من أهم نقاد الصهيونية بصفتها حركة استعمارية تقليدية، وقدم أطروحات تأريخية تخالف السردية الإسرائيلية المسلم بها في ما يتعلق بالنكبة وما رافقها من أحداث، ويدعو دوماً إلى إعادة النظر إلى الصراع العربي الإسرائيلي وفق معايير محايدة.
كما يشغل المؤرخ الإسرائيلي مناصب عدة، فهو أستاذ في كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة “إكسيتر” البريطانية، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية.
وفي 8 آذار/مارس، صرح بابيه في لجنة حقوق الإنسان الإسلامية أن الهجمات الإسرائيلية على غزة “قد تكون أحلك لحظة في التاريخ الفلسطيني”، وأضاف: “ما حدث سيسجله التاريخ باعتباره بد اية لنهاية المشروع الصهيوني”.
بداية نهاية المشروع الصهيوني
ومؤخراً، قال بابيه خلال ندوة عقدت في مدينة حيفا أن ثمة مؤشرات على نهاية المشروع الصهيوني، داعياً “حركة التحرير الفلسطينية” إلى الاستعداد لملء الفراغ كي لا تسود فترة فوضى طويلة كما حصل في سوريا ودول أخرى في العالم العربي وشمال أفريقيا. وأشار إلى خمسة مؤشرات على بداية هذه النهاية.
ويتمثل الأول في “الحرب اليهودية الأهلية التي شهدناها قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي في اسرائيل”، أما المؤشر الثاني فهو الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط هذا النظام في جنوب أفريقيا.
ويرتبط المؤشر الثالث بالعامل الاقتصادي، إذ يرى بابيه أنه “يضم أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك.. بالكاد يستطيع أي شخص شراء منزل، وفي كل عام يجد الكثيرون أنفسهم تحت خط الفقر”، وتجلى المؤشر الرابع في “عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال”، أما المؤشر الأخير فيتمثل في موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأميركية، والذي يأتي على عكس الأجي ال السابقة.