وافقت نقابة الممثلين في هوليوود، الخميس، الانضمام إلى كتاب السيناريو في أول إضراب مشترك منذ أكثر من ستة عقود، مما أدى إلى توقف الإنتاج في قطاع صناعة الترفيه، بعد تعطل المحادثات بشأن توقيع عقود جديدة مع الاستوديوهات وخدمات البث.
ودخل إنتاج المسلسلات والأفلام في هوليوود مرحلة جمود مع انضمام الممثلين إلى كتّاب السيناريو الذين يخوضون إضرابا منذ أكثر من شهرين، ما قد يؤدي إلى “أسوأ شلل” في القطاع منذ ما يزيد عن 60 عاما، بحسب فرانس برس.
وأعلنت نقابة الممثلين أن إضرابها سينطلق ابتداء من الجمعة، بعد فشل المفاوضات مع الاستوديوهات ومنصات البث التدفقي.
وقالت رئيسة النقابة التي تنوب عن 160 ألف ممثل وعامل في التلفزيون والسينما، فران دريشر “لم يكن لدينا خيار.. نحن الضحايا.. نحن ضحايا كيان جشع جدا”.
ووصفت النجمة السابقة لمسلسل “ذي ناني” هذا القرار بأنه “لحظة تاريخية”.
وأضافت “إذا لم نقف الآن.. فإننا جميعا معرضون لأن نُستبدل بالآلات والشركات الكبيرة التي تهمها وول ستريت أكثر منك ومن عائلتك”.
ويطالب الممثلون وكتاب السيناريو بتحسين رواتبهم “المتدنية” في ظل “التغيير السريع وعدم اليقين في صناعة الترفيه” الناجم عن عوامل مثل “انتشار البث التدفقي، وانهيار عوائد شباك التذاكر والذكاء الاصطناعي”، وفق ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”.
ويضغط كل من الكتاب والممثلين من أجل إجراء تغييرات تهم التعويضات التي يتلقونها، وذلك بشكل يراعي ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع مداخيلهم، بالنظر إلى توجه منصات البث الجديدة نحو تقليص المدد الزمنية للأعمال التي يشاركون فيها، بالإضافة إلى عدم استفادتهم من عوائد إعادة بثها.
وأدى ظهور نيتفلكس ومنصات البث الأخرى إلى قلب الممارسات التجارية التي استمرت عقودا والتي دفعت العمال إلى الاعتقاد بأن نموذج هوليوود الحالي “معطل بشكل أساسي”، وفقا لموقع “أكسيوس”.
وأثبت نموذج البث التدفقي أنه أقل ربحا بكثير مما كان متوقعا، ما دفع المستثمرين إلى خفض الإنفاق وبالتالي الضغط على العمال العاديين، فيما لا يزال الرؤساء التنفيذيون يتلقون حزم رواتب ضخمة، بحسب المصدر ذاته.
وتسببت المتغيرات الجديدة في عالم البث الرقمي في تسجيل انخفاض في معدلات الأجور التي يتلقاها الممثلون عن كل إعادة عرض فيلم أو مسلسل لهم.
ومن دون هذا الدخل الأساسي الذي يساعد مهنيي المجال السينمائي على الاستمرار خلال مرحلة الاستراحة بين عملين، يؤكّد عاملون كثر في السينما أنّ “مهنهم غير مستقرة”.
كما يسعى العاملون في قطاع الإنتاج الإبداعي إلى الحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، إن لكتابة نصوص السيناريو للأعمال، أو لاستنساخ أصواتهم وصورهم.
ويرى كل من الكتاب والممثلين، أن استخدام الذكاء الاصطناعي غير المقيد يمثل “تهديدا وجوديا” لهم، وفقا لأندرو سسكيند، الأستاذ المشارك في قسم السينما والتلفزيون في جامعة دريكسل، الذي أمضى 30 عاما في الصناعة الإبداعية، ككاتب ومنتج ومخرج مستقل.
