لا تكاد أخبارها تتوارى عن الأنظار حتى تعود الأضواء لتسلط عليها، هي سيّدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون فبعد أن انتشرت في الفترة الأخيرة شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “متحولة جنسيا”، فيما نفاها الأخير، كشفت شركة “غومون” للإنتاج والتوزيع السينمائي عن مسلسل روائي قيد الإعداد مستوحى من حياة زوجة الرئيس الفرنسي.
وهي المرّة الأولى التي تُلهم فيها سيرة بريجيت ماكرون، معلّمة الأدب التي تزوّجت تلميذها، صنَّاع الأفلام الذين يجازفون بإخراج عمل فنّي عن سيدة تشغل موقعاً مرموقاً، ولا تزال على قيد الحياة.
وأفادت الشركة، في بيان، أنّ عنوان المسلسل سيكون “بريجيت امرأة حرة”؛ هي صفة تنطبق عليها منذ أن انفصلت عن زوجها ووالد أطفالها الأربعة لتقيم علاقة مع شاب يصغرها بربع قرن، ثم تتزوّجه وتسانده في معركته للرئاسة وتدخل معه “الإليزيه” لتصبح سيدة فرنسا الأولى. ويتألّف العمل من 6 حلقات، مدّة كل منها 45 دقيقة. واشترك في كتابة السيناريو كلٌّ من بينديكت شارل وأوليفييه بوبونو. وسبق للثنائي أن تعاونا في كتابة مسلسلات بوليسية من إنتاج القناة التلفزيونية الثانية.
وبمجرد صدور بيان الشركة، أعلنت أوساط السيدة الأولى أنْ لا علاقة لها بهذا المسلسل. وهو يبدأ من اللقاء الأول بين مدرِّسة اللغة الفرنسية في إحدى ثانويات مدينة أميان، وبين تلميذها المراهق المتفوّق أثناء تدريب مسرحي جرى عام 1992، ثم تستمرّ الأحداث حتى الفترة الراهنة.
وأوضحت بينيدكت شارل في تصريح لصحيفة “لو فيغارو”، أنّ ثمة مَشاهد من نوع “الفلاش باك” تستعيد جانباً من أهم الأحداث التي مرَّت بها فرنسا خلال السنوات الـ30 الماضية. وأردفت: “إنه رهان كبير لأنّ موضوع المسلسل حسّاس، ويستوجب منا أن نمسكه، ثم نحرّر أنفسنا منه من أجل تقديم الخيال. بريجيت ماكرون شخصية رائعة، وأردنا أن نتعامل معها بطريقة روائية، ميلودرامية تقريباً، بسبب الروح الرومانسية لمصيرها”.
ويبدو أن بريجيت ماكرون، سيدة فرنسا الأولى، ضاقت ذرعا بمروجي نظريات المؤامرة، وقررت اللجوء للقضاء لمواجهة الذين أشاعوا أنها ولدت رجلا.
وقد أثارت الادعاءات الجامحة التي أطلقتها اثنتان من مؤثرات الإنترنت الفرنسيات، بأنها ولدت بالفعل ذكرا يحمل اسم جان ميشيل ترونيو وتحولت إلى سيدة في الثمانينيات، صدمة في فرنسا.
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة التشهير في يونيو، حيث ستواجه المتهمة اليمينية الصحافية المستقلة، ناتاشا ري، التي تؤكد أن مسؤولين بارزين في مؤسسة الرئاسة الفرنسية يخفون هوية بريجغيت الحقيقية.
بدأت القصة الغريبة في ديسمبر 2021 عندما قامت راي، 49 عاما، التي تصف نفسها بأنها صحافية مستقلة، وأماندين روي، 53 عاما، التي تطلق على نفسها اسم العراف، بعمل مقطع فيديو على موقع يوتيوب، زعمتا فيه أن بريجيت ولدت كطفل رضيع اسمه جان ميشيل ترونيو عام 1953.
والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت متزوجان منذ أكثر من 15 عاما، لكن علاقتهما تعود إلى أبعد من ذلك.
التقى إيمانويل، الذي أصبح رئيسا في عام 2017، وبريجيت لأول مرة عندما كان الرئيس الحالي في المدرسة الثانوية. ففي مقابلة أجريت في نوفمبر 2023 مع “باري ماتش” أفادت بريجيت كيف أنها لم تكن تفكر أبدا في إقامة علاقة مع تلميذها، الذي كانت يبلغ من العمر 15 عاما في ذلك الوقت.
لم يتواعد الاثنان على الفور، لكنهما ظلا على اتصال حتى أصبح إيمانويل طالباً في الكلية وتم التئام شملهما لاحقا، حيث قال إيمانويل لشبكة “سي إن إن” في سبتمبر 2017، إن زواجهما الآن أصبح أقوى.
وأضاف: “الحب جزء من حياتي وتوازني.. أعتقد أنك لا تبني شيئا عظيما ولا تتصرف بشكل صحيح إذا لم تكن زوجا متوازنا وقويا. لقد كنت مع زوجتي منذ عقود وهي جزء مني”.
من هي زوجة إيمانويل ماكرون؟
كانت معلمته في المدرسة الثانوية، التقت بريجيت إيمانويل عندما كان طالبا في “لو بروفيدنس”، وهي مدرسة كاثوليكية في شمال فرنسا.
عملت بريجيت كمدرّسة للدراما وكان عمرها في ذلك الوقت 39 عاما، بينما كان إيمانويل يبلغ من العمر 15 عاما.
اعتقد والدا الرئيس في البداية أنه كان يلتقي ابنة بريجيت، لكن عندما اكتشفا أنه يكن مشاعر للمعلمة نفسها، أرسلاه إلى مدرسة داخلية.
وأوضحت بريجيت لمجلة “باري ماتش”: “كان على إيمانويل أن يغادر إلى باريس فقلت في نفسي إنه سيقع في حب شخص في مثل عمره. لكن ذلك لم يحدث”.
لديها أولاد أطفال في عمر إيمانويل تقريبا
ظل الاثنان على اتصال على مر السنين، لكن بريجيت كانت متزوجة في ذلك الوقت ولديها ثلاثة أطفال في عمر إيمانويل تقريبا، واختارت أن تعطيهم الأولوية..
وأردفت: “استغرق ذلك 10 سنوات، وهو الوقت المناسب لوضعهم على القضبان (جعلهم على السكة القويمة).. يمكنك أن تتخيل ما كانوا يسمعونه.. لكنني لم أرغب في تفويت سعادتي”.
تكبره بـ25 سنة
كانت بريجيت، التي تكبر إيمانويل بـ25 عاما، متزوجة أصلا قبل ولادته في ديسمبر 1977 بثلاث سنوات.
واعترفت في مقابلة مع محطة إذاعة “إر تي إل” الفرنسية بأن وجود فجوة عمرية في علاقتهما كان عقبة كأداء.
وذكرت بريجيت: “نحن لسنا زوجين نموذجيين.. بالطبع نحن لسنا الزوجين المثاليين.. كونكم ا زوجين أمر معقد، إنه صراع يومي عندما يكون لديك فارق كبير في السن، يمكن أن يكون الأمر أكثر تعقيدا”.
لكنها أضافت أنها لا تشعر أن كلمة “كوغار” تنطبق عليها، وهي كلمة مسيئة، متابعة: “ما هذه الكلمة، إنها لا تصف أي شيء! لطالما انجذبت إلى رجال في مثل عمري، باستثناء إيمانويل ماكرون، الذي كان الاستثناء”.
بريجيت وزوجها الأول أندريه لويس أوزيير، وهو مصرفي، أنجبا ثلاثة أطفال: سيباستيان ولورنس وتيفين، ولديها أيضا سبعة أحفاد.
تمكن جميع أبناء بريجيت من تحقيق النجاح في حياتهم المهنية، حيث أصبحوا طبيب قلب ومحاميا ومهندسا إحصائيا.
عندما بدأت بريجيت علاقتها مع إيمانويل، أدركت أن ذلك سيؤذي أطفالها، ولكن بعد تأجيلها لمدة عقد من الزمن، أدركت أيضا أن عليها أن تفعل ما يجعلها سعيدة، موضحة لصحيفة “إيل” في ديسمبر 2017: “أعلم أنني آذيت أطفالي، وهذا هو أكثر شيء ألوم نفسي عليه، لكنني لم أستطع ألا أفعل ذلك. هناك أوقات في حياتك تقوم فيها باتخاذ خيارات حاسمة. وبالنسبة لي، كانت هذه واحدة من تلك الأوقات”.
تزوج إيمانويل وبريجيت في عام 2007، بعد عام من طلاقها من زوجها السابق، الذي توفي لاحقا في عام 2019. وقبل حفل الاستقبال، قالت بريجيت لمجلة “باري ماتش” إن إيمانويل شكر أطفالها على د عم علاقتهم، حيث صرح قائلا: “شكرا لقبولكم لنا، زوجين غير طبيعيين تماما”.
ولقد استشهد السياسي بزوجته معتبرا إياها “مدينة” له، مما ساعده على البقاء صادقا ومركزا في وظيفته.
وقال لشبكة “سي إن إن” بالنسبة لي، من المهم جدا للحفاظ على توازني الشخصي أن يكون هناك شخص ما في المنزل يخبرك بالحقيقة كل يوم.. الوصول إلى الحقيقة هو أحد التحديات الرئيسية. شخص لديه قناعاته العميقة ويعرفك على حقيقتك ويحبك على حقيقتك، وليس على ما تمثله أو على دورك أو على الشرف الذي تحظى به… هذا مهم جدًا بالنسبة لي، هذه مرساتي.
والتقيا بالرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل بايدن والتقى إيمانويل وبايدن في مناسبات عديدة.
وبينما كان جو يجتمع مع إيمانويل في السفارة الفرنسية بروما في أكتوبر 2021، خرجت جيل بايدن لتناول العشاء مع بريجيت حيث استمتعت الاثنتان بكؤوس من النبيذ الأبيض.
ووصفت جيل لقاءهما بعد ذلك بأنه التقاء “صديقتين، هما تمامًا بمثابة أختين”، مضيفة أن العشاء كان “رائعا”.
في ديسمبر 2022، استضاف البيت الأبيض أول عشاء رسمي لإدارة بايدن حيث كانت بريجيت وإيمانويل ضيفين مميزين.
لا يحبان قضاء ولو ليلة منفصلين
أكدت بريجيت لمجلة “إيل” أنها وزوجها يحاولان تجنب قضاء الليالي بعيدين أحدهما عن الآخر إن أمكن، حتى مع جدول أعماله المزدحم، متابعة: “إن إيمانويل يريحني عندما يكون بجانبي.. لا أريد التحدث نيابة عنه، لكنني متأكدة من أنه يشعر بنفس الطريقة. نحن مثل أي زوجين آخرين. نحن نتفق، ونحن نختلف. نحن نتجادل، نتوقف عن الجدال. إنه سائلٌ دائما”.
وأضافت بريجيت أنها وإن كانت “مصدر قلق كبير” قبل زواجها من إيمانويل، إلا أنهما توقفا عن القلق بنفس القدر منذ أن التقيا، متابعة: “الأمر يشبه إلى حد ما الفكرة الأفلاطونية التي تقول إنك تقابل نصفك الأفضل وتتوافقان.. بالنظر إلى فارق السن بيننا، لم يكن هذا التوافق واضحا بالنسبة لنا، لكننا مناسبان.. عندما أقرأ عنا كزوجين، أشعر دائما وكأنني أقرأ قصة شخص آخر. ومع ذلك فهي قصة بسيطة”.