على الرغم من أن زيارة الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان فتحت “كوة” في جدار الملف الرئاسي، بحسب ما أعلنه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إلا أن المؤشرات توحي بأن لا رئيس للبنان في الوقت الحالي، والتمديد الجديد لأزمة الفراغ سيستمر الى ما بعد أيلول، الشهر الذي تم تحديده لبدء العمل الفعلي للموفد الفرنسي.
من المؤكد أن صيف لبنان سيمر من دون رئيس، وسط ترقب للخواتيم التي سترسم المستقبل القريب البعيد على المستوى الرئاسي، والتعويل على ما سينتج عن جولة لودريان التي تواصلت اليوم، واستهلها من الضاحية بلقاء النائب محمد رعد في مقر “كتلة الوفاء للمقاومة”، حيث القرار الأول والأخير.
“الحوار قائم وصدقوني”، هكذا عبر بري عن تفاؤله قائلاً في تصريح :“في النهاية لا مفر من الحوار وتلاقي الكتل النيابية والعمل معا لانتخاب رئيس الجمهورية، وأن هذه المهمة والواجب الدستوري والوطني تبقى مسؤولية اللبنانيين أولاً وأخيراً”.
وبانتظار ما سيصدر عن لودريان في ختام زيارته لرسم معالم التحرك الحالي والمستقبلي، تظهر المؤشرات أن إرادة التعطيل لا تزال قائمة، على الرغم من ترحيب شكلي بـ “الوساطة والتسهيل” من قبل “الثنائي الشيعي”، لتبقى العبرة في الخواتيم خلال شهر جس النبض الذي سيتبلور خلاله مصداقية أطراف الانقسام الرئاسي في الاستجابة للجهد الفرنسي المدعوم بغطاء دولي، والرامي الى طي الملف الرئاسي والتعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية كخطوة اولى لإعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان.
وللمرة الثانية التقي لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري،في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، في حضور السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث غادر من دون الإدلاء بأي تصريح، وكان التقى أيضاً الأمين العام لحزب “الطاشناق” ورئيس كتلة نواب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان لودريان. وتمت خلال اللقاء، بحسب بيان صادر عن “الطاشناق”، “مناقشة الأوضاع العامة، ولا سيّما الملف الرئاسي، حيث قدّم الموفد الفرنسي مبادرته الرئاسية.
وفي السياق، أعلن النائب عماد الحوت في بيان أنّه “التقى باسم اللقاء النيابي المستقل الموفد الفرنسي إيف لودريان واستمع للطرح الجديد بعقد جلسات عمل في لبنان حول مهام الرئيس المقبل ومواصفاته يتبعها جلسات انتخاب”.
وقال: “أكّدنا تفضيل الآلية الدستورية للانتخاب، وأنّه لا مانع لدينا من نقاش محصور بمهام الرئيس ومواصفاته ضمن مدى زمني قصير”.