"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

بروتوكولات تسميات العمليات العسكرية في غزّة وإسرائيل و.. دلالاتها!

نيوزاليست
الخميس، 12 أكتوبر 2023

بروتوكولات تسميات العمليات العسكرية في غزّة وإسرائيل و.. دلالاتها!

منذ عام 2008 شن الجيش الإسرائيلي نحو سبع عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وكذلك نفذ مئات عمليات القصف الخاطفة، لكنها لم تدخل سجلات وزارة الدفاع ومصلحة الضرائب في تل أبيب.

بروتوكول التسمية

وبحسب النظام الإسرائيلي، فإن أي موجة قتال يشنها جيش تل أبيب يجب أن تحمل اسماً حتى يطلق عليها عملية عسكرية واسعة النطاق، وأيضاً ليفتح لها ملف في أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية ويذكر فيه أدق تفاصيلها والعبر المستخلصة منها.

أما عمليات القصف الجوي السريع أو الردود الانتقامية على القذائف الصاروخية للفصائل الفلسطينية في غزة أو ضرب أهداف لأيام مستمرة، لا يجري تسميتها، وكذلك لا تصنف عملية عسكرية، بل يطلق عليها حق الرد أو تثبيت معادلة الهدوء.

وهذا البروتوكول نفسه تتبعه الفصائل الفلسطينية التي تطلق هي الأخرى أسماء على العمليات العسكرية التي تخوضها مع إسرائيل وتفتح لها ملفاً في أرشيفها، فيما لا ينطبق ذلك على رشقات الصواريخ التي تنطلق بين الفترة والأخرى.

حرب 2023

ومن الحديث إلى القديم، فإنه في ساعات الصباح الأولى من السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بدأت حركة “حماس” برفقة الفصائل الفلسطينية الأخرى، حرب “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، ورد الجيش عليها بحرب “السيوف الحديدية”.

ورداً على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، شنت الفصائل الفلسطينية هجوماً أطلقت عليه “طوفان الأقصى” نظراً للاقتحامات الشاملة لمدن إسرائيلية عدة بشكل جماعي وكبير، فيما أسماها الجيش “السيوف الحديدية” لطبيعة رده الذي أعلن أنه سيكون مدمراً جداً.

وتعد العملية “المباغتة” هي الأكبر على إسرائيل، وقد بدأت بهجوم بري وبحري وجوي، وفيه تسلل مقاتلو “حماس” و”الجهاد الإسلامي” إلى مدن غلاف غزة الإسرائيلية، وتمكنوا في الأيام الثلاثة الأولى من أسر عدد من الجنود والسكان المدنيين، والسيطرة على مدن وثكنات عسكرية عدة ومواقع قيادية للجيش.

وردت إسرائيل بإعلان حالة الحرب، وفرضت إغلاقاً كاملاً على القطاع، وأخلت مدن غلاف غزة بشكل كامل، وبدأت في الاشتباك مع المقاتلين الذين تمكنوا من اقتحام مدنها، وإلى جانب ذلك قصفت المدينة المحاصرة من الجو والبر والبحر.

وخلال أيام القتال الخمسة، تجاوز عدد القتلى الإسرائيلين 1200، وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف، فيما سقط في غزة ما يزيد على ألف قتيل وجرح خمسة آلاف على الأقل.

قتال مايو 2023

ولم يكن هذا القتال الأول في هذا العام، ففي التاسع من مايو (أيار) الماضي، شنت إسرائيل هجوماً على حركة “الجهاد الإسلامي” في غزة وأطلقت عليه اسم “السهم والدرع”، وردت الفصائل الفلسطينية بعملية عسكرية أسمتها “ثأر الأحرار”.

وبدأت إسرائيل قتالها في عمليات اغتيال لقيادات “الجهاد الإسلامي”، لتشن الأخيرة سلسلة رشقات صاروخية صوب مدن غلاف غزة، وأخذ القتال شكل غارات جوية من الجيش يقابله قصف صاروخي من غزة.

واستمر القتال خمسة أيام، وراح ضحيته 31 فلسطينياً، بينهم 10 قيادات عسكرية، والبقية من المدنيين، فيما لم تفد وزارة الصحة الإسرائيلية بوقوع قتلى في جانبها، وانتهى بتدخل الوسيط المصري.

الفجر الصادق مقابل وحدة الساحات

في الخامس من أغسطس (آب) 2022، نفذت إسرائيل عملية “الفجر الصادق” التي كانت ضد “الجهاد الإسلامي”، وردت الحركة بعملية “وحدة الساحات” واستمر القتال حينها ثلاثة أيام.

واختارت إسرائيل اسم “الفجر الصادق” لتذكير “الجهاد الإسلامي” باللون الأسود الذي سيزول مع الفجر، وهذا اللون تتخذه الحركة خلفية لرايتها، فيما علل الفصيل في غزة تسمية “وحدة الساحات” لتنفيذه القتال بشكل موحد مع الشباب في الضفة الغربية والأراضي الإسرائيلية، الذين كانوا ينفذون عمليات غير تابعة لتنظيمات ضد الإسرائيليين.

وبدأت تل أبيب القتال بعملية اغتيال بواسطة طائرة مسيرة، ثم استهدفت مواقع لحركة “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة، وأطلقت الأخيرة مئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، وصل بعضها إلى تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت. وراح ضحيتها 48 فلسطينياً، بينهم 16 طفلاً في حين أصيب 306 بجروح مختلفة، وفق أرشيف وزارة الصحة، ومن غير الواضح عدد القتلى والإصابات في إسرائيل، إذ لم تعلن وزارة الصحة هناك عن أي معلومات.

حارس الأسوار ضد سيف القدس

في الساعة الخامسة مساء الـ10 من مايو 2021، بث قائد أركان “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، محمد الضيف، شريطاً مسجلاً طلب فيه من الجيش الإسرائيلي الخروج من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في غضون ساعة والإ ستندلع الحرب، لكن تل أبيب لم تكترث وفور انتهاء المهلة قصفت الفصائل تل أبيب برشقات ضخمة.

وكانت هذه المرة الأولى التي تبدأ فيها “حماس” هجوماً على إسرائيل، فيما كانت المرة الثانية في حرب “طوفان الأقصى”، وهذا يعد تحدياً لإسرائيل التي هي بالعادة من تبدأ القتال ضد الفلسطينيين.

وأطلقت “حماس” على عمليتها العسكرية “سيف القدس”، فيما ردت إسرائيل بعملية “حارس الأسوار”، وسبب تسمية الأولى يعود لمحاولة الدفاع عن المسجد الأقصى وسكان القدس الشرقية لأنهم ضمن حقوق الشعب الفلسطيني، فيما تقول إسرائيل إن تسميتها تعني أنها تحمي أسوار المنطقة التي باتت خاضعة لها، بحسب ما أعلنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

واستمر القتال 11 يوماً، أطلقت خلالها الفصائل أربعة آلاف صاروخ، وصل بعضها للمرة الأولى لمدينة القدس ومطار رامون، واستخدم فيه الصواريخ المضادة للدروع ما أسفر عن مقتل 12 إسرائيلياً وجرح 330 آخرين، فيما تسببت الغارات الجوية في مقتل 250 فلسطينياً وإصابة خمسة آلاف بجروح.

مواجهتان في 2019

وفي عام 2019 شن الجيش الإسرائيلي هجومين مسلحين على غزة، كان الأول في الخامس من مايو واستمر ليوم واحد، وكان ضد حركة “الجهاد الإسلامي” وقتل فيه 25 فلسطينياً وجرح 154، فيما قتل أربعة إسرائيليين وأصيب 123.

وفي 12 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، شنت إسرائيل قتالاً ضد “الجهاد الإسلامي”، واغتالت بواسطة طائرة مسيرة قائداً عسكرياً مع عائلته، وردت الحركة في عملية “صيحة الفجر” أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن 34 قتيلاً وجرح 100 آخرين، فيما تكتمت إسرائيل عن خسائرها البشرية والمادية جراء الرشقات الصاروخية التي سقطت عليها.

القتال الأطول

في الثامن من يوليو (تموز) 2014، شنت إسرائيل أضخم وأطول عملية عسكرية ضد قطاع غزة، واستمرت لمدة 50 يوماً، تخللها اجتياح بري لآليات عسكرية ودبابات، وكانت أعنف جولة قتال، قبل حرب “طوفان الأقصى”.

أطلقت إسرائيل على عمليتها العسكرية “الجرف الصامد” إذ كانت تهدف إلى جرف وتدمير أنفاق “حماس” تحت الأرض التي وصل جزء منها لأراضيها، وردت الأخيرة بعملية “العصف المأكول” في إشارة لسعيها في تآكل قوة الجيش، وشاركت “الجهاد الإسلامي” فيها بعملية أسمتها “البنيان المرصوص”.

في القتال شن الجيش أكثر من 60 ألف غارة على غزة، أسفرت هذه الحرب عن 2322 قتيلاً و11 ألف جريح، في حين قتل 70 إسرائيلياً وأصيب 2522 بجروح. وفي هذه المعركة أسرت “كتائب القسام” الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، والضابط “هادر غولدين”، ولا زالا في قطاع غزة، ولم تنجح أي محاولة للإفراج عنها أو إبرام صفقة تبادل أسرى.

قتال 2012

في 14 نوفمبر شنت إسرائيل عملية “عمود السحاب” ضد “حماس” وكانت تقصد من هذا الاسم تصاعد الدخان على شكل عمود في الهواء بفعل ضربات الجيش الجوية، التي دمرت أماكن تخزين الصواريخ التي تملكها الفصائل الفلسطينية.

فيما ردت الفصائل بمعركة “حجارة السجيل”، التي تقصد فيها أن الرشقات الصاروخية سوف تسقط كأنها حجارة على مناطق بعيدة من الحدود مع غزة، وبالفعل أطلقت “حماس” قذائف بعيدة وصل بعضها إلى أطراف تل أبيب.

هذه المعركة التي استمرت لمدة أسبوع راح ضحيتها 180 فلسطينياً، وفي المقابل قتل 20 إسرائيلياً وتسببت صواريخ الفصائل بخسائر وصلت إلى أكثر من مليار دولار.

الحرب الأولى

في عام 2008 شنت إسرائيل أول حروبها على غزة، بعدما أعلنت القطاع “كياناً معادياً” قبل ذلك بعام، على إثر خطف الجندي جلعاد شاليط حينها، وأطلقت عمليتها في 27 ديسمبر (كانون الأول)، وأطلقت عليها “الرصاص المصبوب” كناية عن استخدامها النار الكثيفة من أجل تأمين البحث عن أسيرها.

وردت الفصائل الفلسطينية بعملية “معركة الفرقان” من دون أن توضح حينها سبب التسمية، واستمر القتال 23 يوماً، لكن إسرائيل استخدمت فيه أسلحة محرمة دولية أبرزها الفسفور الأبيض.

ولم تتمكن إسرائيل من العثور على الجندي في عمليتها العسكرية، التي راح ضحيتها 1430 فلسطينياً إضافة إلى أكثر من 5400 جريح، فيما اعترفت تل أبيب بمقتل 13 إسرائيلياً وإصابة 300 آخرين.

المقال السابق
لبنان و…"كفّ العفريت"!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

"هاري الأمير المفقود".. فيلم يفضح ما عاشه دوق ودوقة ساسكس

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية