بروتوكول عسكري يعتمده الجيش الإسرائيلي لمنع وقوع جنوده في الأسر. مسؤولون سابقون في الجيش الإسرائيلي دعوا إلى اللجوء إليه للرد على عمليات الأسر التي نفذها مقاتلون فلسطينيون خلال اقتحام المستوطنات المحيطة بقطاع غزة مع بدء تنف يذ عملية “طوفان الأقصى”. يشمل البروتوكول تنفيذ عمليات قصف مركزة في محيط المنطقة التي يتم فيها أسر جنود إسرائيليين، ما يؤدي لمقتل الجنود وآسريهم في آن واحد.
وبحسب تقارير إعلامية، فإنّ العديد من الأصوات في الجيش الإسرائيلي مازالت تدعو إلى إعادة تفعيل بروتوكول “هانيبال”. وتداولت وسائل إعلامية أن القوات الإسرائيلية فعّلت بروتوكول هانيبال في عملية “طوفان الأقصى”، على الرغم من أنه قد يؤدي إلى مقتل الأسرى في غزة.
ما هو بروتوكول “هانيبال”؟
يُعطي بروتوكول “هانيبال” صلاحيات مثيرة للجدل، تهدف إلى منع وقوع الجنود الإسرائيليين في الأسر، وهو ما دفع مسؤولين سابقين في جيش للدعوة إلى اللجوء إليه من أجل السيطرة على عمليات الأسر والخطف التي نفّذتها حماس في عملية “طوفان الأقصى”.
ويُتيح برتوكول “هانيبال” للقادة العسكريين في الجيش الإسرائيلي قصف المواقع التي يُحتجز فيها جنودها، لتلافي تقديم ثمن باهظ من أجل استردادهم.
تم تقديم البروتوكول لأول مرة عام 1986، من قِبل لجنة كان فيها كل من الجنرال المتقاعد أوري أور ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي أشكناي، وقائد المنطقة الشمالية في الجيش عمرام ليفين، ورئيس مجلس الأمن القومي سابقا الجنرال احتياط يعقوف عامي درور. وجاء ذلك بعد عدد من عمليات اختطاف لجنود إسرائيليين في لبنان وما تلاها من تبادل أسرى. ولم يتم نشر النص الكامل للتوجيهات. وفي عام 2003 منعت الرقابة العسكرية أي مناقشة للموضوع في الصحافة.
وتعرّض البرتوكول أيضا للكثير من الانتقادات آخرها في آذار 2018، عندما أصدر “مجلس مدققي الحسابات الحكومية” الإسرائيلي، تقريرا ينتقد فيه هذا “التوجيه العسكري”، وأنّه غير واضح بشأن “قيمة حياة الجندي المأسور”.
والجيش الإسرائيلي هو الوحيد في العالم الذي يستخدم هذا البرتوكول، رغم الانتقادات الداخلية المتكرّرة من الجنود والضباط، كون البرتوكول لا يوفّر الحماية للقوات العاملة ميدانيا، إنّما يفضّل إعدامهم على أسرهم والتفاوض من أجل الإفراج عنهم.
قتل كل الأسرى
في عام 2014، نفذت حماس عملية عسكرية خلف خطوط الجيش الإسرائيلي، إبّان معركة “العصف المأكول”، وتمكّنت من أسر الجندي هدار غولدن، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ برتوكول “هانيبال” والقضاء على “غولدن” وخاطفيه، عبر تنفيذه 40 غارة جوية وإطلاق 1000 قذيفة مدفعية في مدينة رفح.
القصف أدى إلى سقوط أكثر من 140 فلسطينيا بينهم نحو 75 طفلًا، وإصابة أكثر من ألف آخرين، مع تدمير العديد من المنازل. وقال الجيش الإسرائيلي في حينه أن ذلك كان جزءاً من البروتوكول الخاص بمنع عمليات الاختطاف وإفشالها.
ومن بين 11 إسرائيليا طبق عليهم بروتوكول “هانيبال” في سبعة بلاغات، لم ينج سوى جندي واحد وهو جلعاد شاليط، نظرا لأن إعلان تطبيق البرتوكول جاء متأخرا، وقد جرت صفقة تبادل عرفت بصفقة شاليط، عام 2011.