أفادت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن “القوات البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أوقفت ناقلة نفط أمريكية في مياه بحر عمان بأمر قضائي”.
وكانت وكالتا أمن بحري بريطانيتان أعلنتا صباحا بأن مسلّحين صعدوا إلى متن سفينة مملوكة لشركة “إمباير نافيغايشن” اليونانية في خليج عُمان على مقربة من إيران، ثم فقد الاتصال بها.
وأشارت وكالة “يو كاي أم تي أو”، التي تديرها القوات البحرية الملكية (الجيش)، إلى أنها تلقت تقريراً من مدير الأمن بـ”سماع أصوات مجهولة عبر الهاتف” مع ربان السفينة.
وقالت شركة “أمبري” لأمن الملاحة البحرية إنه “صعد على ناقلة سانت نيكولاس للنفط الخام التي ترفع علم جزر مارشال ، أربعة إلى خمسة أشخاص مسلحين، بينما كانت على بعد حوالي 50 ميلاً بحرياً إلى شرق ولاية صحار العُمانية”.
وأضافت الشركة بعد ذلك في بيان أن “الناقلة كانت تتحرك بسرعة 11,4 عقدة واستمرت في التحرك بتلك السرعة في مسار ثابت بعد ساعة من وقت الصعود عليها المبلّغ عنه”، لافتة إلى أن الناقلة بدّلت وجهتها وزادت سرعتها قبل فقدان الاتصال معها و”توجّهت نحو بندر جاسك في إيران”.
وأوضحت “أمبري” أن المسلحين المشتبه بهم يرتدون “زياً عسكرياً أسود اللون وأقنعة سوداء”، و”أقدموا على تغطية كاميرات المراقبة على متن السفينة، مشيرة إلى الناقلة نفسها قبل تغيير اسمها، لوحقت قضائيًا سابقاً لنقلها نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات صادرته الولايات المتحدة وفرضت عليها غرامة.
وفي وقت لاحق، قالت شركة “إمباير نافيغايشن” اليونانية في بيان إن ناقلة النفط التابعة لها “تحمل طاقماً مكوناً من 18 فيليبينياً ويوناني واحد”.
وأوضحت أنها “كانت حمّلت في الأيام الماضية في البصرة (العراق) شحنة من حوالي 145 ألف طن من النفط الخام متجهة إلى آليا (تركيا) عبر قناة السويس”.
توترات متزايدة
وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج، بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط.
في تموز/يوليو الماضي، أعلنت البحرية الأمريكية أنّ الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة تجارية “يُحتمل أن تكون متورطة في أنشطة تهريب” في منطقة الخليج، غداة اتهامها البحرية الإيرانية بمحاولة احتجاز ناقلتَي نفط تجاريّتين قبالة سواحل عُمان.
ومطلع آب/أغسطس، أعلنت واشنطن وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار أمريكي إلى الشرق الأوسط، في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة بهدف ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط.
وجاءت هذه التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يعبر من خلاله يوميا نحو خمس إنتاج النفط العالمي.
وفي الإطار، شهد البحر الأحمر خلال الأسابيع الماضية سلسلة هجمات أو اعتراضات لسفن نفذها اليمنيون الحوثيون، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا مع إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وأعلن الحوثيون أنهم يستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل أو إسرائيلية.