قالت وكالة “بلومبرغ” إنه على الرغم من الاتصالات الدبلوماسية، وتخفيف التوتر اللفظي نسبيا بين طهران وكابول، فإن طالبان تستعد للحرب بإرسال انتحاريين ومعدات عسكرية أخرى إلى حدود إيران، بما في ذلك مئات المركبات العسكرية والأسلحة التي خلفتها أميركا بأفغانستان.
وناقشت هذه الوكالة الأميركية، في تقرير نقلاً عن مصادرها، يوم الإثنين، الخلاف بين مسؤولي إيران وطالبان حول قضية مطالبة طهران بحصتها من نهر هيرمند.
وبحسب هذا التقرير، وعلى الرغم من الاتصالات الدبلوماسية بين طهران وكابول، فإن طالبان تستعد للحرب مع إيران بعد تهديد إبراهيم رئيسي.
وكتبت “بلومبرغ” أن تداعيات التوتر العسكري المحتمل بين طال بان وإيران ستضر بالاستقرار في المنطقة.
وقد تصاعد التوتر اللفظي بين إيران وطالبان في مايو، عندما قال إبراهيم رئيسي لطالبان، حول حصة إيران المائية من نهر هيرمند: “أحذركم، أعطوا شعب بلوشستان حصته المائية على الفور”.
وحذر “رئيسي” في ذلك الوقت: “لن نسمح بانتهاك حقوق شعبنا، وهذه القضية ليست شيئًا خاضعًا لمرور الزمن. خذوا كلامي على محمل الجد حتى لا تشتكوا لاحقًا”.
وفي السنوات الأخيرة، اتهمت إيران الحكومة الأفغانية بعدم الالتزام باتفاقية عمرها 50 عامًا بشأن الاستخدام المشترك لمياه نهر هيرمند و”عدم منح حصة شعب بلوشستان من مياه هذا النهر”.
هذا وقوبل تحذير “رئيسي” برد فعل حاد من الحكومة الأفغانية، ورفض مسؤولو طالبان اتهامات النظام الإيراني.
وأشار تقرير “بلومبرغ” إلى الرد الساخر من أحد أعضاء طالبان على تحذير الرئيس الإيراني، حيث عرض برميل ماء أصفر على “رئيسي” وقال: “لا تهددونا فنحن نخاف منكم”.
والبراميل الصفراء هي رمز لهجمات طالبان الانتحارية.
وكتبت “بلومبرغ” أن الخلاف على المياه أدى إلى اشتباك حدودي، وحدث هذا الصراع بعد أسبوع من تهديد الرئيس الإيراني، على حدود إقليم نيمروز ومحافظة بلوشستان؛ نفس المنطقة التي تأثرت بأزمة المياه في نهر هيرمند.
وقتل خلال هذه الاشتباكات عنصران من حرس الحدود الإيراني وأحد عناصر حركة طالبان.
وخلال الأسابيع التالية، تم بذل جهود دبلوماسية لحل التوتر وحل مشكلة المياه، حيث أعلن الجانبان أنهما يريدان حل المشكلة بحسن نية. لكن وفقًا لـ “بلومبرغ”، على الرغم من الاتصالات الدبلوماسية، فإن طالبان تستعد للحرب.
وكتبت هذه الوكالة، نقلاً عن مصادرها، أنه تم نقل آلاف من أفراد القوات المسلحة التابعة لجماعة طالبان، إلى جانب مئات من الانتحاريين، إضافة إلى مئات الآليات العسكرية الأميركية الصنع والمعدات العسكرية التي تُركت لطالبان إلى الحدود الإيرانية.
ولم تذكر “بلومبرغ” مصادرها لأسباب أمنية، لكنها كتبت أن هذه المعلومات “دقيقة” وأن طالبان تستعد للحرب.