لم يشعر المسيحيّون بأيّ نشوة عندما أصبح العميد الياس البيسري مديرًا عامًا للأمن العام وحظي برتبة لواء وحلّ مكان اللواء عبّاس ابراهيم!
ولن يخسر المسيحيّون شيئًا عندما يغادر رياض سلامة، منصب حاكم مصرف لبنان، بعد ثلاثين سنة من وصوله إليه ويحلّ مكانه نائبه وسيم منصوري.
وما يصح على المسيحيّين يصح أيضًا على المسلمين السنّة وبطبيعة الحال على المواطن الشيعي العادي، وكذلك الدرزي.
مآسي لبنان تجاوزت الطائفيّة ومراكز المذاهب في الدولة، فهي حصلت في ظل وجود ما يسمّى بالمسيحيّين والمسلمين الاقوياء في مناصبهم، فعندما رُمي لبنان في جهنّم لم يكن هناك أيّ طائفة مغبونة سياسيًّا بل كان الجميع “عال العال”!
إنّ المطلوب اليوم أعمق بكثير من مواقع الطوائف في الدولة والسلطة، إذ إنّ هناك حزبًا واحدًا، بفعل السلاح غير الشرعي الذي يملكه، يهمين على الجميع ويشلّ الجميع ويفرض “اجندته” على الجميع!
جميع اللبنانيّين، إلى ايّ طائفة انتموا، مغبونون، فهم ضحايا تسليم “امراء الطوائف”، لسنوات طويلة، مصير بلدهم لحزب لا يشبه لبنان بشيء، لا بعقيدته، ولا بخططه، ولا بطروحاته، ولا بأهدافه، ولا بانتماءاته!
وسوف يبقى لبنان في الجحيم، مهما انتعشت الطوائف، إذا لم يتم الوصول الى دولة سيّدة قرارها، بدل هذه الدولة التي يتحكّم بها سيّدٌ قراره عند مولاه الذي في إيران!