قال المؤلف ورجل الأعمال دان بوتنر، الذي أمضى عقودًا يكتب تقاريرًا تناول فيها “المناطق الزرقاء”، وهي مجتمعات فريدة من نوعها حول العالم، يعيش فيها الناس حياة طويلة وصحية حد الـ100 عام، إنّه “في كل منطقة زرقاء زرت ها، لاحظت أنّ الفاصولياء والبقوليات الأخرى تعتبر مكوّنًا رئيسًا بنظامهم الغذائي اليومي”.
ويتشارك سكان هذه المناطق البيئة وأسلوب الحياة نفسها، ضمنًا النظام الغذائي النباتي، حيث يعتقد العلماء أنه يساهم في إطالة أعمارهم.
وتم اكتشاف مناطق زرقاء في جزيرة إيكاريا اليونانية، ومحافظة أوكيناوا اليابانية، ونيكويا بكوستاريكا، ومدينة لوما ليندا بكاليفورنيا، وجزيرة سردينيا الإيطالية.
لماذا الفاصولياء؟
تعتبر جميع أفراد عائلة البقوليات مليئة بالعناصر الغذائية، ضمنًا النحاس، والحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، وحمض الفوليك، والزنك، واللايسين، وهو حمض أميني أساسي، والكثير من البروتينات والألياف.
وقال بوتنر: “تُكافِئك الألياف بجراثيم أمعاء صحية، وتخفيف الالتهابات، ووظيفة مناعية أفضل”، مشيرًا إلى أنّ بين “5 و10٪ فقط من الأمريكيين يحصلون على الألياف التي يحتاجون إليها”.
وأوضح أنّ كل نوع من أنواع الفاصولياء يتمتّع بخصائص غذائية مختلفة.
على سبيل المثال، تحتوي الفاصولياء الحمراء على ألياف أكثر من العديد من الأصناف الأخرى. وتعد الفاصولياء السوداء والحمراء الداكنة غنية بالبوتاسيوم. ويحتوي الحمص على الكثير من المغنيسيوم.
وأضاف أنّ “الفاصولياء غنية بالبروتين النباتي، وهو أكثر صحة لأنه يحتوي على عناصر غذائية أكثر وسعرات حرارية أقل من البروتين الحيواني”.
وفي نيكويا بكوستاريكا، أوضح بوتنر أنّ الناس تبدأ يومها بطبق وطني، يُعرف باسم “جالو بينتوة”.
وشرح أنّه “مزيج من الفاصولياء المطبوخة مع صلصة اللحم، متبّلة بالبصل، والفلفل الأخضر، وبعض المواد العطرية مثل الريحان أو الزعتر وربما الثوم”.
وتابع: “ثم يُخلط مع أرز تمّ تحضيره في يوم سابق.. هذا أمر مثير للاهتمام لأنّ الأرز يخضع لعملية تحول عند تبريده”.
وأوضح: “النشا الموجود في الأرز يصبح مقاومًا، ما يعني أن~ الجسم يمتصه بشكل أبطأ، وبالتالي لا يرتفع سك~ر الدم لديك”.
وتساعد الفاصولياء أيضًا على إنقاص الوزن. وتوصّلت مراجعة أجريت عام 2016، إلى أنّ الأشخاص الذين تناولوا ما يصل إلى 9 أونصات من الفاصولياء يوميًا، خلال 6 أسابيع، خسروا ثلاثة أرباع باوند من وزنهم أكثر من الأشخاص الذين لم يتناولوا الفاصولياء. وإلى جانب جميع هذه الفوائد، تعتبر الفاصولياء رخيصة. ويمكن زراعتها في المنزل، ما يجعلها الغذاء المثالي لمساعدة المحرومين اقتصاديًا على العيش لفترة أطول.
وقد تكون الفاصولياء مفيدة لصحتك.. لكن، كيف تتجنب الغازات؟ قال بوتنر: “يمكنك أن تبدأ بتناول ملعقتين كبيرتين في اليوم”.
ثم يمكنك تناول ما يصل إلى أربع ملاعق كبيرة. خلال أسبوعين، ثم في وسعك زيادة الكمية إلى كوب واحد.
وأضاف: “أنت الآن تغذي البكتيريا الجيدة في أمعائك والميكروبيوم بات جاهزًا لها”.