بعيد وصوله الى البيت الأبيض، اتخذ الرئيس الأميركي جو بايدن قرارًا صدم حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في الخليج، بحيث قرر إزالة الجماعة الحوثية اليمنيّة المسلحة المدعومة من إيران عن لائحة التنظيمات الإرهابيّة.
كانت حجة بادين أنّ اليم ن بحاجة الى مساعدات إنسانية، ولا يمكن توفيرها إذا بقيت الجماعة الحوثية مدرجة في قوائم الإرهاب.
وكانت خطوة بايدن هذه في سياق “تصحيح” المسار الذي سلكه سلفه وخصمة الرئيس دونالد ترامب الذي دعم تحالفًا عربيًّا تقوده المملكة العربية السعودية.
ولم يكتف بادين بذلك، بل انفتح على إيران، وحاول أن يحيي الإتفاق النووي معها الذي أسقطه ترامب أيضًا وفرض مكانه مروحة واسعة من العقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وفي حملته الإنتخابية، كان واضحًا أنّ بايدن يضمر عاطفة سلبية للمكلة العربية السعودية.
يوم أمس، وفي بنسلفانيا، وقبيل توجيه الضربة الثانية للحوثيين في اليمن، ومن دون أن يعترف بما كان قد أقدم عليه في السنة الأولى من وصوله الى البيت الأبيض، وردًا على سؤال عمّا إذا كان يعتقد بأنّ “الحوثيين” منظمة إرهابية، أجاب:“أعتقد بأنّهم كذلك”.
ومنذ مدة، يحاول بادين إعادة العلاقة الى طبيعتها الإيجابية مع السعودية، ولكن الرياض تبدو حذرة، إذ توسع مروحة علاقاتها في اتجاه الشرق عمومًا والصين خصوصًا، وهي التي رعت اتفاقًا بين الرياض وطهران.
ولم تشارك السعودية في التحالف الذي أقامته الولايات المتحدة الأميركية أخيرًا ضد الحوثيين، بسب هجوماتهم على الملاحة البح رية في البحر الأحمر، واتخذت موقفًا “باردًا” حيال الضربات التي وجهتها واشنطن ولندن الى القواعد الحوثية في اليمن.
مشكلة حلفاء الولايات المتحدة الأميركية مع واشنطن كبيرة، إذ إنّ مسارها الذي يفترض أن يكون استراتيجيًّا فيه شخصانية فالأحزاب التي تتناوب على السلطة تدخل تغييرات تبدو انتقامية، ولا تأخذ في الإعتبار مصالح الآخرين.
موقف جو بايدن في أقل من ثلاث سنوات من الحوثيين في اليمن مجرد نموذج!