إنقسم اللبنانيّون حول على ما أدلى به النائب السابق باسم السبع، أحد أقرب المستشارين الى رئيس “تيّار المستقبل” سعد الحريري، عن الأسباب الموجبة التي برّر بها اعتقاده بأنّ الرئيس السابق للحكومة “يجب أن ينتظر قليلًا قبل أن يعود الى لبنان”.
باسم السبع الذي كان قبل أن يختفي عن الرادار قبل تعليق سعد الحريري لعمله السياسي قال للصحافيّين أثناء انتقاله، أمس الى التجمع الجماهيري أمام ضريح الرئيس شهيد رفيق الحريري برفقة نادر الحريري: “بسبب الوسخ الموجود في البلد أعتقد لازم ينتظر شوي”.
وفيما أيّد قسم من الجمهور الذي نزل، أمس الى الضريح في وسط بيروت، رافعًا شعارات مثل “مش راح نخلّيه يفل” و “نزلنا تيرجع” كلام السبع، أبدى كثيرون غضبهم من هذا الموقف “الناسف” أوّلًا للحملة التحشيدية التي تمحورت حول ضرورة العودة العاجلة لسعد الحريري، والمتناقض، ثانيًا، مع الوظيفة التي يجب أن يتولّاها الزعماء السياسيّون لإنقاذ بلادهم “من الوسخ”، ولتذكيرهم، ثالثًا، بأنّ شعارًا مماثلًا كان قد رفعه العميد ريمون إده فتسبب بأن يبقى الى حين وفاته في الخارج.
وقال منتقدون إنّ هذا “النهج التنصلي” ممّا عانى ويعاني منه لبنان لا يُجدي نفعًا، إذ إنّ “الوسخ” موجود في البلاد وجزء منه من نتاج “تساهل الحريري نفسه”، سواء بعقد صفقات سياسيّة عمّقت المحاصصة في البلاد، أو بتقديمه شخصيات من دائرته الصغرى والكبرى تحوم حولها كثير من الشبهات.
ودعا لبنانيون محيط الحريري الى التقليل من هذه النفحة العليائيّة بالحديث عن الوطن الذي تركوه بعدما اضطروا على مغادرة السلطة، لأّنّ على كل جماعة، من جهة أن تهتم بالخشبة التي في عيونها قبل التركيز على القشة التي في عيون الآخرين، ومن واجباتها التأسيسيّة أن تشمّر عن زنودها لمساعدة أصحاب الهمم في تنظيف البلاد، من جهة أخرى.