بالتزامن مع اكتشاف الحقيقة وراء لغز موت المسؤول في “القوات اللبنانية” إلياس الحصروني الملقّب بـ”الحنتوش” في عين إبل الجنوبية، بحيث تبيّن أنّه، في الواقع، خُطف وقتل، في عملية نفّذها محترفون يتمتعون بحرية الحركة في منطقة يسيطر “حزب الله” حتى على أشجارها وهوائها، كان وزير الثقافة محمد مرتضى يطلق صلية من صليات “التحجر الفكري”!
فباسم الأخلاق والهوية الوطنية – هكذا قال- يريد أن تمنع الأجهزة المعنية في وزارة الداخلية عرض فيلم “باربي” في الصالات اللبنانيّة!
لماذا يريد ذلك؟
لأنّه يريد أن يحمي المجتمع من الأفكار التي “يسوّق” لها هذا الفيلم الذي حقق نجاحًا باهرًا في العالم، وكأنّ أبناء هذا المجتمع عمومًا، وروّاد السينما خصوصًأ، ينقصهم الوعي والإدراك والقدرة على التمييز بين ما هو خير له وما هو شرّ عليهم!
حبّذا، لو أنّ مرتضى يطلب من “حزب الله” الذي عيّنه في منصبه أن يحمي المجتمع ممّا يعجز المجتمع عن منعه، أي الجريمة والإغتيال والترهيب والإستقواء، وضرب الديموقراطية ومصادرة الدستور والإستيلاء على الوظائف السيادية للدولة ومؤسساتها، والتهريب وتزوير الأدوية والكحول والبضائع وخلاف ذلك من عشرات الموبقات!
إن فيلم “باربي” الذي تحفل بأهم منه، بالمعطى الجندري والجنسي، منصات التلفزيون الرقمي، لا يشكل أيّ خطر على المجتمع، مهما احتوى، في وقت أنّ الشاحنة التي أسقطها كوع الكحالة، الأربعاء- وهي تذكر بواحدة مماثلة كانت وراء أعنف حرب عرفها لبنان بين العامين 1975 و1990- عنوان أكيد من عناوين الخطر الفعلي على المجتمع والوحدة الوطنية والهوية اللبنانية!
مسكينة يا “باربي”، فأنت الأصبع التي يستغلونه ليخفوا فظائعهم!