لم ترفع غزة راية الاستسلام، وهي تقاوم من رحم المعاناة وتواجه ضربات تصيبها في الصميم، بعد ان قُطع عنها الماء والهواء، وأبى سكانها الخضوع للحصار، وأعلنوا الحرب المفتوحة والمقاومة باللحم الحي.
تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة التي سُوّيت بالأرض، وتحديداً على منطقة حي الرمال الذي تحوّل إلى حي الرماد”، فمع دخول عملية “طوفان الأقصى” التي تقودها حركة حماس ضد إسرائيل يومها الرابع، لم يتوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة حيث انتشرت الدبابات الإسرائيلية في 20 موقعا على الأقل قرب غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي استعادة السيطرة “إلى حد ما” على حدود غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 704، بينهم 687 في غزة، فيما واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف مناطق وسط مدينة غزة حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم، بعد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالانتقام من حركة حماس بطريقة “سيتردد صداها لأجيال”.
وأودت الحرب - المستمرة منذ أربعة أيام - بحياة 1600 شخص من الجانبين، وشهدت إسرائيل معارك بالأسلحة النارية في شوارع مدنها للمرة الأولى منذ عقود، وتحولت أحياء في غزة بأكملها إلى أنقاض. وصعدت حماس من وتيرة الصراع، وتعهدت بقتل الأسرى الإسرائيليين في حال استهدفت الهجمات الإ سرائيلية المدنيين دون سابق إنذار. وقالت إسرائيل إن حماس وجماعات مسلحة أخرى في غزة تحتجز أكثر من 150 جنديا ومدنيا اختطفوا من داخل إسرائيل بعد أن فاجأ الهجوم جيشها وأجهزتها الاستخباراتية التي لطالما تفاخرت بقدراتها.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أعاد فرض السيطرة على حدود غزة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما نقل راديو الجيش الإسرائيلي عن كبير متحدثي الجيش القول إن القوات تلغم الأجزاء المخترقة من السياج الحدودي لغزة، مضيفاً أنه لا مؤشر على وجود أنفاق تسلل عبر حدود غزة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة 200 هدف في قطاع غزة خلال الليلة الماضية، لافتا إلى أن أهدافه تركزت على مواقع في خان يونس وحي الرمال.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل 3 صحافيين في قصف إسرائيلي على مبنى سكني غرب غزة. وكان التلفزيون الفلسطيني قد ذكر في وقت سابق أن غارة إسرائيلية استهدفت برج حجي الذي قال إنه يضم عدداً من المكاتب الإعلامية، وأن عددا من الأشخاص أصيبوا جراء الغارة.
واندلعت اشتباكات فلسطينية اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب منطقة سعد جنوب إسرائيل، وقصفت البحرية الإسرائيلية شواطئ الوسطى وخان يونس بعشرات القذائف، وارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ، ما أدى لمقتل ف لسطينيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على منزل بجباليا شمال القطاع.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي عن أن حركة حماس أطلقت 4500 صاروخ من غزة على إسرائيل منذ بدء هجومها، السبت الماضي.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي: “قصفنا 2000 هدف حتى الآن وقتلنا المئات من مسلحي حماس”. وأكد في مؤتمر صحافي: “نسيطر بشكل كامل على غلاف غزة”.
وأضاف: “لم نسجل أي تسللات جديدة عبر السياج مع غزة خلال الليلة الماضية.. تقييمنا هو أن المعركة ستستمر لوقت طويل”.
وقال: “سنلاحق مسلحي حماس ولا مكان للاختباء.. سنصل إلى كل مكان في غزة”.
وأعلنت حركة حماس يوم الجمعة المقبل “جمعة طوفان الأقصى” يومًا للنفير العام في العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ولحشد التأييد والدعم والمشاركة وفضح جرائم الإحتلال وعزله وإحباط كل مخططاته العدوانية.
وطالبت حماس جماهير الأمة العربية والإسلامية وجماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان وفي مخيمات اللجوء والشتات بالزحف نحو حدو د فلسطين في حشود ضخمة للإعلان فيها عن تضامنها مع فلسطين والقدس والأقصى.
من جهتها، اعتبرت الأمم المتحدة أن الحصار الكامل لقطاع غزة محظور بموجب القانون الإنساني الدولي، كما أن “حصار” غزة يهدد بتفاقم الوضع ويؤثر على عمل المرافق الطبية.