"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

بالعربي...الدارج!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 8 أبريل 2023

مبارح، كنت أنا ومجموعة من أصدقائي عاملين جلسة “تفلسف” مش فلسفة. في فرق كبير، لأنّو “التفلسف” إلو أبعاد سلبيّة أكتر ممّا إلها الفلسفة أبعاد إيجابيّة!

الموضوع اللي أخذ حيّز كبير من اهتمامنا، كان الكتابة. الحديث انطلق من محاولة التفتيش عن جواب عن سؤال صار تقليدي: ليش العالم العربي عم يبتعد أكثر فأكثر عن الاهتمام باللغة العربيّة؟

وجرّ الكلام بعضو، حتى وصلنا إلى أسباب تخلّي الشعوب الأوروبيّة عن اللغة اللاتينيّة لمصلحة إيجاد لغة مشتركة من لهجاتها المحليّة، فكانت الفرنسيّة والإسبانيّة والإيطاليّة والبرتغاليّة والرومانية ولغات أخرى كثيرة.

وكان هناك تقاطع بالآراء لجهة أنو الكتابة باللغة العربية هي، بالحقيقة، ترجمة من اللي منفكر فيه باللهجة المحليّة، وهيدا بيعني إنّو الأفكار عم تفقد روحيتها الأساسيّة، بمجرّد إخضاعها ل”قواعد سيبويه”.

والغريب، بالنسبة للّي شاركوا بجلسة التفلسف، إنو العرب صاروا، تقريبًا، الوحيدين بالعالم اللي بيحكوا بطريقة وبيكتبوا بطريقة مختلفة.

كل هيدا صحيح، بس بعض الموجودين، وجدوا صعوبة بتحويل اللهجات المحليّة في الدول العربيّة الى لغات مستقلة، لأسباب كتيرة منها، على سبيل المثال:

1- وجود دول عربيّة قليلة السكان نسبيًّا، وهيدا بيعني عدم جدوى تحويل لهجاتها المحلية الى لغة مستقلة لأنو هيدا الشي بدل ما يكبّرها بقزّمها وبدل ما يفتحها بيعزلها.

2- حاجة كل لغة جديدة إلى قاموس مستقل بيحتوي كل الكلمات اللي بتختلف مش بس من بلد لآخر بل أحيانًا من بلدة لأخرى.

3- عدم وجود ضرورة حيويّة حتى يتخلّى أيّ بلد عربي عن اللغة العربيّة إذا ما كان هالبلد قادر ينتج اختراعات بتخلّي لغتو الخاصة جذّابة، فالإنكليزية، بسبب الإختراعات الكتيرة اللي أحدثت ثورة بكل معنى الكلمة، والإقتصاد القوي، والهيمنة الأميركية، والسينما المبدعة، والمسلسلات المهمة، والصحافة العظيمة، جعلت كل اللغات اللي كانت رائدة سابقًا، ثانويّة، متل ما حصل مع اللغة الفرنسيّة.

4- عمليًا، اللغة العربيّة فرضت نفسها على الجميع، فهي فعليًّا، محت كل اللغات المحليّة اللي كانت موجودة بين الشعوب اللي بتعيش بالدول العربيّة، وحاليًا، أصبح الجميع بيحكي عربي، بس بلهجات مختلفة لأنّو النغمة الأصليّة ما اختفت ولا طريقة صفّ الكلام طارت، بالوقت اللي بقيت فيه بعض التسميات القديمة بالمتداول اليومي.

في نهاية الجلسة اللي حرقت سلّاف “التفلسف”، وحتى ما نهدر جهدنا الفكري ونتركوا يروح ضيعان، تقرّر أنّو أنا شخصيًّا مسؤول عن ترجمة “التفلسف” الى واقع، وهيدا بيعني إنو إكتب مقال بلهجتي المحليّة ” المطوَّرة”، أي اللي بتخلط بين الدارج والفصحى. ( لأوّل مرّة، بشوف حالي متل اللي مرشحين حالهم على الرئاسة… “وسطي”!)

بالنسبة للمجموعة، لازم يتم عرض المقال على أشخاص من بلدات لبنانيّة ودول عربيّة متنوّعة ومتعددة ومختلفة وعلى شباب عرب عايشين بين “الخواجات” بالخارج، ومن سنوات طويلة، فإذا قدروا يقرأوه ويفهموا اللي مكتوب فيه، مننتقل للمرحلة التالية، وهي العمل على صقل العبارات، بابتداع بعض القواعد الضرورية.

وهيك، كان هيدا المقال.

جلسة “التفلسف” كانت يوم الجمعة العظيمة عند الطوائف المسيحيّة اللي بتتبع التقويم الغربي. الكتابة حصلت في “سبت النور”. أنا شخصيًّا راح انتظر القيامة. أملي ما تقوم عليّ القيامة.

وينعاد على الجميع. اللي بآمنوا بقيامة السيّد المسيح منتمنالهم يشعروا بهالسعادة العميقة اللي بتنبع من الإيمان الحقيقي. واللي ما بآمنوا، منتمنالهم القيامة من كل القبور اللي عم يغلقها القتلة عليهم وعلى أوطانهم!

المقال السابق
بعد ساعات على اتفاق وزيري خارجية ايران والسعودية..قيادي "حوثي": توصلنا إلى تفاهم مع السعودية لوقف الحرب في اليمن
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خاصرة لبنان الرخوة...جدًا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية