"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

باحث إسرائيلي / على إسرائيل اجتياح لبنان كمقدمة لمنع إيران من حيازة القنبلة النووية

نيوزاليست
الثلاثاء، 18 أبريل 2023

يدعو باحث إسرائيلي بارز إسرائيل لاجتياح لبنان مجددا من أجل ضرب القوة الصاروخية لحزب الله، معتبرا أن ذلك هو السبيل لوقف مسيرة إيران نحو حيازة السلاح النووي.

ويعتبر البروفيسور إفرايم عنبار، مدير معهد القدس للإستراتيجيا والأمن، ومحاضر في العلوم السياسية بجامعة بار إيلان في تل أبيب، أن القذائف الصاروخية التي أُطلقت على إسرائيل من لبنان في عيد الفصح، هي من عمل المحور الإيراني، على الرغم من أن حزب الله لم يتحمل المسؤولية عن الحادث.

ويضيف في مقاله المنشور بموقع المعهد المذكور: “لا شك في أن حزب الله يريد تعويد إسرائيل على سقوط صواريخ من جانب التنظيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، مما يسمح له بهامش من الإنكار ويمنع تصعيداً لا ترغب فيه إيران حاليا، حيث تتقدم بسرعة نحو القنبلة النووية”.

ويقول إن إطلاق الصواريخ يدخل في إطار الإستراتيجية الإيرانية التي تهدف إلى إحاطة إسرائيل بـ”حلقة من نيران الصواريخ” من أجل تنغيص حياة مواطنيها اعتقادا بأن نقطة الضعف الإسرائيلية هي الجبهة المدنية، والضغط الدائم عليها سيؤدي إلى انهيار الدولة الصهيونية. كما يرى الباحث الإسرائيلي أن الهدف من تهديد الصواريخ أيضا، ردع إسرائيل عن التحرك ضد البرنامج النووي الإيراني.

ويرجح عنبار أن الخلافات الداخلية في إسرائيل بشأن “الإصلاحات القضائية” أدت إلى تآكل قوة الردع، وأثّر ذلك في التقدير الإستراتيجي لأعدائها المتعلق بتصميمها، وفي التوقيت الأخير لإطلاق الصواريخ من لبنان ومن غزة.

عملية برية واسعة يستذكر الباحث الإسرائيلي عنبار، وهو أيضا جنرال في الاحتياط، أن إيران زوّدت حزب الله بأكثر من 100 ألف صاروخ تغطي كل الأراضي المحتلة، ويقول محذرا من استخدامها، إنه من الواضح للجميع أن هذه “الصواريخ لن تصدأ”، ومن المعقول الافتراض بأن مساعي إيران لتحسين هذا المخزون من الصواريخ حققت نجاحاً جزئياً (أيضاً مخزون الصواريخ في غزة كبر وتطور مع مرور الوقت).

وبالنسبة لإفرايم عنبار، فإن إحدى العقبات التي يجب إزالتها قبل معالجة الموضوع النووي الإيراني، هو تهديد الصواريخ التي يملكها حزب الله والقادرة على إلحاق ضرر هائل بإسرائيل. ويمضي في تحذيراته: “بعكس الوضع في غزة، الرد على ضخامة التهديد الذي يشكله حزب الله ليس من خلال المبارزة بين هذه الصواريخ ومنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية. ومن الواضح للجميع أن معالجة مخزون الصواريخ في لبنان يتطلب أيضاً عملية برية واسعة النطاق”.

حرب وقائية يرى عنبار أيضا أنه من أجل هذا الغرض، يتعين على الجيش الإسرائيلي الإعداد لحرب وقائية في الشمال للقضاء على التهديد الذي تشكله هذه الصواريخ على المنشآت الإستراتيجية في الدولة قبل معالجة النووي الإيراني. ويرى أيضا أنه يجب أن يتوجه النشاط العسكري والدبلوماسي الإسرائيلي اليوم نحو القضاء على تهديد الصواريخ في الشمال، وهذا هو الهدف الحالي على طريق القضاء على البرنامج النووي الإيراني.

ويضيف: “غزو لبنان من أجل تنظيف جارتنا في الشمال من الصواريخ يتطلب إعداداً دقيقاً. تدريبات الجيش في الشمال وكذلك التدريبات التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جبال قبرص، تدل على وجود تحضير لسيناريو لبناني. ولقد أشار وزير الدفاع السابق بيني غانتس إلى ذلك في الأيام الأخيرة. ويجب على الجيش التركيز على هذه المهمة”.

توفير الشرعية للحرب لافتا إلى أن إسرائيل التي خاضت حروباً في الماضي (1956، 1967، 1982، 2006) ونفذت عمليات واسعة النطاق تعرف أن كل حرب تتطلب مصادر للشرعية من الداخل ومن المجتمع الدولي (بالأساس من الولايات المتحدة). ولذا برأيه أيضا، يجب أن نبني أجواء مريحة لعملية إسرائيلية في لبنان في أقرب وقت، معتبرا أن انزلاق لبنان إلى الفوضى والهجمات الصاروخية من جنوبه، فرصة لخلق فهم لحاجة إسرائيل للقيام بعمل ما.

ويتابع بالقول: “يجب أن نربط بصورة وثيقة لبنان وحزب الله في الوعي الدولي والإسرائيلي بالعدائية الإيرانية. إن تقدم إيران السريع نحو القنبلة وصورتها كحليفة لروسيا التي تحارب في أوكرانيا، يمكن أن يسمحا لها بحريّة عمل أكبر إزاء إسرائيل”.

ويقول عنبار إنه إذا حدث بالفعل تآكل في الردع الإسرائيلي (من الصعب قياس الردع) فإن السبيل المضمون لتعزيزه هو من خلال استخدام القوة بصورة فعالة، والذي يبني الردع هو إظهار الاستعداد لاستخدام قوة الجيش الإسرائيلي والاستعداد لتحمل الخسائر.

المكانة الإقليمية يزعم الباحث الإسرائيلي أيضا أن المحافظة على مكانة إسرائيل الإقليمية تفرض استخدام القوة العسكرية ضد ذراع إيران. ويقول إن الدول العربية “المعتدلة” خصوصاً تلك التي وقّعت اتفاقات أبراهام تتابع باهتمام السلوك الإسرائيلي. ويحذر أيضا بالقول إنه في غياب تحرك إسرائيلي حازم وناجع، فإن حلفاء إسرائيل في المنطقة الذين يتخوفون من انسحاب أمريكي، ويخافون من العدائية الإيرانية، سيعتقدون أن إسرائيل هي دعامة من قصب لا يمكن الاعتماد عليها، وحينها سيتقربون من إيران، ولقد ألمحت السعودية إلى هذا التوجه عندما استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

ويخلص إفرايم عنبار للقول: “الوقت الذي ستقرر فيه إسرائيل العمل لوحدها دفاعاً عن أمنها بقواها الذاتية يقترب. ويبدو أن الطريق لمنع إيران نووية ومنع الانتشار النووي الخطير في المنطقة، يمر على ما يبدو عبر القضاء على تهديد الصواريخ من لبنان”.

المقال السابق
قوى دولية وإقليمية غذت خلاف البرهان وحميدتي.. ومخاطر تورطها في النزاع تتزايد
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

أكتوبر بين الغباءِ والعمالة/ عبد الرحمن الراشد

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية