بعدما تولّى رئيس “الحزب التقدّمي الإشتراكي” وليد جنبلاط التسويق له، انقض “حزب الله” على مواصفات الوزير السابق جهاد أزعور. بطبيعة الحال، لم يهاجم الحزب مواصفات أزعور الإقتصاديّة، من منطلق أنّه مرشح جهة لبنانيّة، بل نسبه الى إرادة الولايات المتحدة الأميركية. وفي هذه المناسبة، لم يتردّد “حزب الله” عن مهاجمة التوجهات لعقد اتفاق بين لبنان و”صندوق النقد الدولي”. وبناء عليه، هل يتراجع جنبلاط عن أزعور، لأنّه، في ظل هذا الموقف الصادر عن “حزب الله” لم يعد وسطيًا، كما سبق له أن تراجع عن تأييد النائب ميشال معوّض؟
قال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أنّ “هناك خبرًا نشر في احدى الصحف ولم يتطرق له البعض وهو أن الإدارة الأميركية غيّرت وجهة نظرها تجاه مرشّح الرئاسة في لبنان وهي لا تُفكّر بشخصيات ممن اعتاد عليها الجمهور اللبناني بل تفكّر بشخصية لها خلفية إقتصادية” .
وسأل رعد: “ماذا يعني لديه خلفية إقتصادية؟ يعني أن البنك الدولي يستطيع أن يتفاهم معه، كما صندوق النقد الدولي، لمصلحة التعليمات والتوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الإستكباريون للعالم من خلال هذه المؤسسات الإقتصادية الدولية”.
ولفت الى أنّه “تحت عنوان التواصل مع صندوق النقد الدولي قُلنا بأنّ 3 ملي ارات لن تنفع البلد، فلا “تتعبوا قلبكم” ، ويجيبون بكلّ ثقة المسألة ليست مسألة مليارات بل هي فتح أبواب الدول من أجل مساعدتكم ، وعليه يجب أن تركَنوا لسياسات تلك الدول من أجل أن نوفّر لكم المساعدات دائماً “.
وقال: “نحن ننحني أمام كرم وتضامن شعبنا وأمام حالة المواساة التي تحصل بين أقويائنا وضعفائنا ، بين أغنيائنا وفقرائنا ، بين المهتمين بالشأن العام وبين عامة الناس الذين يحتاجون إلى كثير من الخدمات في هذه المرحلة الضاغطة ويحتاجون إلى الدواء والطعام والغذاء والى توفير بعض الأدوات ويحتاجون إلى المستشفى . رغم كل هذا لسنا مجتمعا خيريا فحسب ولا ينبغي أن نبقى فقط مجتمعاً خيريًّا بل يجب أن نفكّر باقتصادٍ منتج ويجب أن نعيد النظر في سياساتنا لامتصاص البطالة حتى نتحول الى قيمة دولية ، أمّا إذا بقينا على قاعدة أننا ننتظر الهبات والمساعدات والودائع عند كل أزمة وعند كل مفترق طريق بالسياسة نُصبح متسوّلين على مستوى السلطة وعلى مستوى مؤسسات الدولة كلها” .
وختم رعد: “ما من بلد في العالم، يتقاضى جيشه رواتبه من الخارج لكن الأزمة تضغط على الجميع وكلٌّ يريد أن يرتّب أوضاعه بالمتاح”.
كلام رعد جاء خلال حفلٍ تأبيني في بلدة كفررمان الجنوبية، أمس السبت.
