فوجئ فريق العمل ومسرح “لومونو” والمخرج والكاتب المسرحي والممثّل الفرنكوفوني اللبناني وجدي معوّض، بحملة مُمنهجة من أكثر من جهة وشخص، والهدف هو إلغاء مسرحية “وليمة عرس عند رجال الكهف”.
الحملة استهدفت معوّض نفسه والممثّلين والفنّانين و”لو مونو”… الذين أُهدرت دماؤهم ووُصفوا بأنّهم “عملاء” و “مطبّعين”، عبر صفحات السوشال ميديا، ما اضطرّ المسرح إلى الإعلان عن إلغاء العرض كليّاً الأربعاء الماضي، بعد إخبار قضائي في حقّه، على خلفية اتّهامه بالتّطبيع مع إسرائيل.
وبعد “تهديدات جدّية” تلقّاها “بعض الفنّانين والفنّيين”، كما قالت مديرة المسرح جوزيان بولس لـ “أساس”. وطلب الإخبار القضائي توقيف مدير مسرح “لا كولّين” الفرنسي وجدي معوّض الذي يحمل الجنسية الكندية، بجرم “التواصل مع العدوّ الإسرائيلي”.
رفض وجدي معوّض التعليق على الموضوع وعاد إلى فرنسا بعد تهديدات جدّية. لكنّ مسرح “لا كولّين” أصدر بياناً أعلن فيه أنّه “أخذنا علماً بالإلغاء، وفريق عملنا سيعاود التمارين بعد عودته إلى فرنسا لعرض مسرحية “وليمة عرس عند رجال الكهف” في مهرجان “ربيع الممثّلين” (Printemps des comediens) في مدينة مونبلييه الفرنسية من 7 إلى 9 حزيران المقبل”.
إلا أنّ الجدل حول المسرحية لم يتوقّف، وانقسمت الآراء في لبنان بين مؤيّد لعرض المسرحية وبين رافض لها ومحرّض يتّهم كلّ من ساهم في العمل بأنّه “إسرائيليّ”. نضال الأشقر تحرّض على وجدي معوّض؟!
وجرى التداول عبر تطبيق “واتس آب” في لبنان تسجيل صوتي للفنانة المسرحية ومديرة مسرح المدينة نضال الأشقر تتحدّث فيه مع شخص يدعى بول الأشقر وتقول له: “لا أعرف إن كنت تعرف أنّ وجدي معوّض متعاون مع السفارة الإسرائيلية في باريس، وموّلت له مسرحيّة “كلّ العصافير” ويمكن المسرحية الحاليّة كمان. ولازم تعرف أنّ هذا الشخص متعامل مع الإسرائيليين في باريس في مسرح “لاكولّين” من زمان. هكذا اكتشفت. ادخل إلى “يوتيوب” واسمع تصريحاته عن الإسرائيليين والإسلام”.
واتّهم البعض الأشقر بأنّها تشنّ حملة على “زملاء الكار” في مسرح “لو مونو” بعد النجاحات التي برزت في الأشهر الماضية للأعمال التي استضافها واستقطاب أعداد كبيرة إليه، خصوصاً بعد عرض الأعمال الاستعادية لريمون جبارة.
نضال الأشقر توضّح…
وقالت نضال الأشقر ردًّا على اتهامها بالتحريض على وجدي معوّض وزملائها: “في المبدأ أنا ضدّ توقيف عرض أيّ مسرحية لأيّ سبب كان، وأنا لست ضدّ حرّية التعبير. لكنّني ضدّ التطبيع مع إسرائيل بكلّ أشكاله وضدّ التعامل مع إسرائيل، سواء من قريب أو من بعيد. في لبنان يجرّم القانون هذا التطبيع والتعاون مع العدوّ. ووجدي قام بإنتاج مسرحية في باريس على عينك يا تاجر، من إنتاج السفارة الإسرائيلية في باريس. وهذا موثّق على ملصق المسرحية. يُعتبر هذا الأمر خارجاً عن القانون اللبناني”.
ورفضت الأشقر الاتّهامات الموجّهة ضدّها بأنّها تشنّ حملة على “لو مونو”، معتبرةً أنّ ذلك افتراء، مؤكدة إلى أنّها “من أوائل الداعمين للحركة المسرحية في لبنان، لكنّها ضدّ التطبيع”.
“وحول رفضها طلب المركز الثقافي الفرنسي في لبنان قبل سنة تقريباً عرض مسرحية وجدي معوّض هذه “وليمة عرس عند رجال الكهف” قالت ” صحيح أنّ الدنيا فالتة، لكن لا يمكننا السكوت وعلينا محاربة التطبيع وعدم السكوت عنه. وعلى هذا الأساس رفضتُ على مسرح المدينة الذي يحبّه وجدي كثيراً نظراً لتقنيّاته وفضائه الواسع. ولم أعلّل السبب، وكنت على دراية بخلفيّة معوّض. لكنّني أدقّق دائماً بأيّ عمل يأتي إلينا ومن أيّ مكان في العالم أتت الشخصيات التي وراءه. خصوصاً في موضوع التطبيع مع إسرائيل. وهو أمر يؤرقني وليس فيه وجهة نظر. لكنّني فوجئت بأنّ وجدي آتٍ إلى بيروت عبر رسالة وصلتني على تطبيق “واتس آب” لعرض المسرحية نفسها. وعرفت بذلك “حملة مقاطعي إسرائيل في لبنان” (CBSI)، وأخذنا جميعاً المبادرة إلى توقيف هذا العمل”. وختمت: “على وجدي معوّض أن يتحمّل مسؤولية أفعاله وأقواله، وأنا آسفة جداً أن يحصل ذلك في بيروت. لكنّنا مضطرّون، وهذا السبب الوحيد الذي نقبل من أجله توقيف مسرحية”.