"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

بعد تصفية قياداتها... "حماس" تحرص على إخفاء هويات مسؤوليها الجدد

نيوزاليست
الخميس، 10 أبريل 2025

بعدما قتلت إسرائيل عدداً من قيادييها، وأنهكتها الحرب، وضعت “حماس” تركيبة جديدة، لكنّها أخفت هويات قادتها الجدد لحمايتهم من التعرّض للاغتيال، وسط تساؤلات كثيرة بشأن مستقبل الحركة في قطاع غزة.

بعد هجوم “حماس” غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تعهدت الدولة العبرية القضاء على الحركة، وشنّت هجوماً عنيفاً على غزة أدى على مدى 18 شهراً إلى مقتل عشرات الآلاف، وإضعاف الحركة وتحويل أجزاء واسعة من القطاع الفلسطيني إلى أنقاض.

وقتلت إٍسرائيل المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، وقائدها العسكري محمد الضيف، والعقل المدبر لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر يحيى السنوار، إلى جانب عدد كبير آخر من القياديين الآخرين.

وتواصل الحركة نشاطها العسكري والسياسي. لكنها متكتّمة على أسماء كبار قادتها، لاسيما في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة “حماس”.

وقال مصدر مقرّب من القسام لوكالة “فرانس برس”: “اسم قائد كتائب عز الدين القسام سيبقى سرّياً”.

ويقول باحثون إن هذا الدور رسى على الأرجح على محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، والذي أوكلته “حماس” مسؤولية الأسرى الذين اقتيدوا إلى قطاع غزة خلال الهجوم على إسرائيل.

وتقول الخبيرة المستقلة إيفا كولوريوتيس لـ”فرانس برس” إن محمد السنوار له كلمة “في كل شيء، بما في ذلك المفاوضات، وقضية الأسرى الإسرائيليين، وإدارة الجناح العسكري”.

وتقول أستاذة علم الاجتماع السياسي في معهد “إنالكو” لدراسات الشرق الأوسط في باريس ليتيسيا بوكاي إن “شخصية يحيى السنوار كانت فريدة”، وكان المقاتلون يعتبرونه “بطلاً”.

وتضيف أن “كون محمد السنوار شقيقه يعطيه هالة من الشرعية”.

قيادة جماعية

ورغم تعهّد إسرائيل القضاء على “حماس”، ورغم تكبّد الحركة خسائر فادحة، ما زالت موجودة، تقاتل وتفاوض.

ويقول مؤسس وكالة “صفا” للأنباء في غزة ياسر أبو هين إن خسارة هذا العدد الكبير من قادة الحركة أثّرت على “حماس”، “لكن بشكل موقت فقط”.

ويضيف “هذه الضربات لا تُشكّل أزمة وجودية، فحماس لديها طريقتها الخاصة في إدارة مؤسساتها. لن تتمكّن إسرائيل من القضاء عليها”.

ويقول عضو في المكتب السياسي في الحركة لـ”فرانس برس” إن “امتصّت حماس الضربات وأعادت صفوفها القيادية ولديها قدرة على الاستمرار”.

بعد مقتل السنوار، شكّلت “حماس” مجلساً قيادياً خماسياً لإدارة الحركة برئاسة رئيس مجلس الشورى العام في الحركة محمد درويش. ويضم المجلس مسؤول حركة “حماس” في قطاع غزة خليل الحية، ومسؤول “حماس” في الضفة الغربية زاهر جبارين، ومسؤول “حماس” في الخارج خالد مشعل، وأمين سر الحركة نزار عوض الله.

ويضيف القيادي في “حماس” أن تعيين أعضاء المكتب السياسي الجدد “يتمّ من خلال مجلس الشورى، بناء على النظام الأساسي. يتمّ تعين العضو الذي يلي بعدد الأصوات في أخر انتخابات بديلا للعضو أو المسؤول” الذي قتلته إسرائيل.

ويتابع أن القرارات “تتخذ بأغلبية الأصوات”، لافتاً إلى أن هناك اجتماعات للمكتب السياسي حسب الضرورة، وتمّ إقرار آليات للتواصل والعمل بين المجالس القيادية”.

ويقول “آلية العمل معقدة تدمج بين السرّية والعلنية”.

قيادة أكثر “تشدّداً”

ويشبّه مراقبون آليات العمل في حماس بعمل أجهزة الاستخبارات.

وتقول الباحثة في المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية في باريس ليلى سورا “لن نعرف من هم القادة الجدد. هناك إرادة بالإبقاء على الأسماء سرية، والإبقاء على أسلوب القيادة الجماعية”.

وتضيف “ليست حركة قائمة على زعامة قائد كاريسماتي”.

ويرى الخبير في شؤون “حماس” ياسر أبو هين أن الحركة مرّت بأزمات “وجودية”، مشيراً إلى أن الحركة “تجاوزت تهديداً وجودياً” بعدما اغتالت إسرائيل مؤسس “حماس” والأب الروحي لها الشيخ أحمد ياسين، ومعظم قادة الصف الأول والقيادات العسكرية والدعوية والتنظيمية في عام 2000.

ويضيف أن “حماس تجاوزت الأزمة” حينها.

ويشير إلى أن الحرب الحالية ألحقت ضرراً كبيراً في البنية التنظيمية والعسكرية للحركة، لكن “القادة الجدد أكثر تصميماً وتشدّداً لمواصلة طريق التحرير”.

رغم ذلك، تواجه “حماس” للمرّة الأولى منذ العام 2007، تاريخ سيطرتها على قطاع غزة، أسئلة بشأن استمراريتها في إدارة القطاع.

فإسرائيل ترفض رفضاً باتاً أي دور لها بعد الحرب. وهناك اتّجاه عربي واضح يلتقي عليه أيضا بعض الأوروبيين لتمكين السلطة الفلسطينية والطلب منها الإشراف على قطاع غزة.

ومطلع آذار/مارس، جاء في بحث لمركز “صوفان” في نيويورك أن “النقاش الداخلي اشتد إلى حدّ دفع بعض القادة السياسيين إلى التفكير في الانفصال عن القيادة العسكرية للحركة في غزة”.

وقال القيادي في “حماس” موسى أبو مرزوق لصحيفة “نيويورك تايمز” إنّه لو توقّعت الحركة “ما حدث، لما كان هناك 7 أكتوبر (تشرين الأول)“.

وتشير سورا إلى أن “حماس” غالباً ما شهدت خلافات خلال الخمسة عشر عاماً الماضية على الأقل، خصوصاً بين أولئك الموجودين في قطاع غزة وأولئك المقيمين في الخارج، بشأن “الرؤية الاستراتيجية، والربيع العربي، والتحالف مع إيران”.

خلال الأسابيع الماضية، عبّر عدد من سكان غزة بشكل علني عن استيائهم الشديد من الحركة بعد حرب حوّلت القطاع إلى كومة من ركام وأنقاض وغبار.

وفي نهاية آذار/مارس، شارك مئات الأشخاص في تظاهرات نادرة بدت عفوية، ضد “حماس”، وردّدوا هتافات ضد الحركة ومنها “حماس بره بره”، و”حماس إرهابية”.

المقال السابق
روعة الحاراتي.. من هي السيّدة التي عينها عون ضمن فريق التفاوض مع صندوق النقد
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

بن زايد يستقبل الشرع ويؤكد على دعم استقرار سوريا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية