وتحدث المسؤول الإعلامي في حزب الله، محمد عفيف، في مؤتمر صحفي عن الاتصالات لوقف إطلاق النار، قائلا إن “هناك الكثير من النشاط بين موسكو وواشنطن وطهران وبيروت بعد انتخاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب. نحن في مرحلة اختبار النبض. هناك اتصالات دولية سمعنا عنها في وسائل الإعلام، لكن لبنان لم يتلق مقترحات محددة”
فيما التهجمات على الجيش تخرج من اجهزة الدعاية التابعة لحزب الله، حاول مسؤول العلاقات في الحزب محمد عفيف تحميل المسؤولية في فعل ذلك الى الآخرين، وقال: لن تستطيعوا أن تفكوا الارتباط بين الجيش والمقاومة.
واعتبر عفيف الذي بات، منذ اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله يطل دوريا في مؤاتمرات صحافية، يلقي فيها الكلمات: “علاقتنا بجيشنا متينة وقويّة وهكذا كانت وستبقى فنحن من آمنّا بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ونقدّر دوره في حماية أرضنا”.
وإذ اعتبر عفيف أنّ “الخوف من عوكر” يمنع البعض من لبنان من استنكار تعرض إسرائيل للمدنيين في لبنان قال إنّ مخزونات حزب الله من الصواريخ كافية جدا وأن للحزب قدرة على خوض حرب طويلة جدا، معتبرا أن إسرائيل لم تستطع بعد احتلال قرية لبنانية واحدة، لافتا الى أنه في حال كانت هناك مفاوضات لوقف إطلاق النار فيكون السبب قدرة “المقاومة الميدانية”.
وقال: أما أولئك الذين لطالما قاتلوا الجيش أبّان الحرب الأهلية البغيضة وقتلوا ضباطه وجنوده، أما أولئك الذين وقفوا خلف شعار الدفاع عن الجيش لإطلاق النار على المقاومة بذريعة تساؤل طبيعي وطلب التوضيح من دون إدانة أو اتهام عن حادثة البترون فنقول لهم خسئتم، لن تستطيعوا أن تفكوا الارتباط بين الجيش والمقاومة، وكلاهما كلّ بطريقته وإمكاناته في قلب معركة الدفاع عن لبنان واللبنانيين”.
وأفاد بأنّ” لدى قواتنا ومجاهدينا ما يكفي من السلاح والعتاد لحرب طويلة نستعد لها على كافة الجبهات وصواريخنا طاولت ضواحي تل أبيب وحيفا واستخدام صواريخ «الفاتح» لأول مرة ينفي ادعاءات بأنّ مخزوننا نفد. العدو لا يزال عاجزاً عن احتلال قرية لبنانية واحدة وطالما أنتم عاجزون في البر وستبقون عاجزين فلن تحققوا أهدافكم السياسية”.
وقال:“نحن لسنا صنّاع هزيمة ومفهومنا عن الانتصار هو منع العدو من تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية وعدم المقاومة هو الهزيمة”.
وفيما “هاج الكون” بسبب تعرض عدد من مشجعي فريق مكابي- تل ابيب في أمستردام للمطاردة، ويسود صمت غير مسبوق على ما يحصل ضد اللبنانيين عموما وبيئة الحزب خصوصا، استنتج مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله : رسالة المتظاهرين في هولندا والعالم هي أن إسرائيل معزولة!
عفيف ألقى كلمته خلال مؤتمر صحافي لمناسبة” يوم الشهيد” في “مجمع سيد الشهداء”.
قال:“لن تكسبوا حربكم بالتفوق الجوي أبدًا ولا بالتدمير وقتل المدنيين من النساء والأطفال، وطالما أنكم عاجزون عن التقدم البري والسيطرة الفعلية فلن تحققوا أهدافكم السياسية أبدًا ولن يعود سكان الشمال إلى الشمال أبدًا. ومع المزيد من التصدع في جبهتكم الداخلية سيبدأ العد العكسي وستكون هناك نقطة تحول كبرى، وعندها ستتأكد يا هذا مجددًا صدق ما قاله سيدنا الأسمى أنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. وهنا نؤكد مجددًا ردًا على تخرّصات عدد من مسؤولي العدو أن مخزوننا الصاروخي قد تراجع إلى نحو 20 % من قدراتنا الفعلية، هذا الكلام هو نفسه تقريباً منذ ستة أسابيع. إنّ جوابنا الفعلي هو في الميدان عندما طالت صواريخنا الأسبوع الماضي ضواحي تل أبيب وحيفا، ومراكز ومعسكرات نقصفها لأول مرة في الجولان وحيفا، واستخدام صاروخ الفاتح 110 ولدينا المزيد، وذلك بالإدارة المناسبة التي قررتها قيادة المقاومة، ونؤكد مجدداً أن لدى المقاومين لا سيما في الخطوط الأمامية ما يكفي من السلاح والعتاد والمؤن ما يكفي حرباً طويلة نستعد لها على كل الصعد”.
” على مدى خمسين يوماً من العدوان، بل على مدى عام من طوفان الأقصى وجبهة الإسناد، بل على مدى أربعين عاماً من المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني تتعرض مقاومتنا وشعبنا وبيئتها الثقافية والاجتماعية لحملات سياسية وإعلاميَة معروفة الأهداف، متعددة الأشكال والوسائل، تشكك في جوهرها وفي نواياها وفي قدراتها وفي انتمائها الوطني الصافي لبلدها وشعبها، وفي قرارها المستقل، وفي قيادتها اللبنانية الخالصة، وفي جهادها المتواصل الذي أثمر تحريراً للأرض في عام 2000. لماذا العودة إلى كل ذلك وهو تقريباً من البديهيات، لأنه مع استعادة المقاومة الإسلامية المبادرة في الميدان وعجز العدو عن التقدم البري، ومع استقرار الأوضاع التنظيمية، وانتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً، وملء الشواغر في المراكز القيادية بفعل استشهاد عدد من القادة، عادت الجوقة إياها إلى العمل وإلى التشكيك وبث السموم ونشر الاشاعات وضرب الروح المعنوية بانسجام تام مع آلة الدعاية الصهيونية”.
تابع:” إنكم تعلمون أن العدوان على لبنان بدأ عام 1936 في مجزرة حولا، فهل كان حزب الله حينها موجوداً؟ هل يجب أن نعود إلى التاريخ كثيراً؟ إلى عام 1947 و1948، عام 1974 و1978 وإلى عام 1982 عندما دخلت دباباته إلى العاصمة بيروت لنؤكد أن العدوان والاحتلال والنوايا التوسعية موجودة في صلب العقيدة الإسرائيلية العسكرية. إن نشوء حزب الله في العام 1982 كحركة مقاومة هو في الأصل رد فعل طبيعي على الاحتلال، فلماذا التشويه للحقائق واستغفال الناس وضرب الذاكرة الجماعيّة وتحميل المسؤولية للضحايا؟ والتعامل مع حركة التاريخ كأنها قطع مجتزأة تنتقون منها ما يخدم سياستكم ويبرر حملاتكم. إن حركتنا نشأت على الأرض اللبنانية التي احتلها العدو الإسرائيلي. قيادتنا لبنانية ومقاومونا لبنانيون أباً عن جدً، لسنا فصيلاً عند أحد ولا نأتمر بأوامر أحد ولا نتلقى إيعازاً من أحد كي ندافع عن بلدنا أو نساند شعباً مظلوماً، وعلاقتنا بالجمهورية الإسلامية ودعمها لمقاومتنا أطهر من أن تمسها ألسنتكم بالسوء ولكنكم اعتدتم الاستزلام والمال الحرام والارتماء بأحضان السفارات”.
ولفت الى ان “في البلد تدور حالياً نغمة مستحدثة لطالما سمعناها من أيام قوة لبنان في ضعفه، أو العين لا تقاوم المخرز وسواها من الشعارات التي تحمل في ثناياها الهزيمة النفسية المسبقة أمام العدو، والآن يعودون إلى نفس النغمة التي سادت عام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت. عن أي ميدان تتحدثون؟ وقراكم تدمر والنازحون يعانون في مراكز الإيواء؟ ما هو مفهومكم للنصر والهزيمة؟ وما منعرف ننهزم وشعارات جماعة تعبنا من الحرب، الذين لم يطلقوا في حياتهم طلقة واحدة ضد هذا العدو، تعبتو من شو؟ شو متعبّكم؟ عن جد. عن أي ميدان نتحدث؟ عن ميدان البطولة والمقاومة والشرف والفداء الذين سطر فيه المجاهدون بدمائهم عجز العدو عن احتلال قرية لبنانية واحدة يبسط عليها نفوذه فضلاً عن أن يبني عليها كريات الخيام، كريات عين إبل جديدة. ألم تقرأوا معاريف وهي تقول: خمسون ألف جندي وأربعون يوماً ونحن عاجزون عن احتلال قرية واحدة في جنوب لبنان. عن أي ميدان نتحدّث، نعم الميدان القادر كل يوم ومتى شاء وطبقاً لقرار قيادة المقاومة قصف تل أبيب. الميدان القادر على تغيير المعادلات السياسية وإذا سمعتم يوماً ما عن مفاوضات سياسية لوقف إطلاق النار فاعلموا أن سببها الوحيد هو الميدان وصمود أبطال المقاومة في الميدان”.
واوضح ان “مفهومنا للانتصار والهزيمة مفهوم أي حركة مقاومة في التاريخ، أي منع العدو من تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية، أما عدم المقاومة فهو الهزيمة الكاملة والاستسلام المذل وهذا ما لم يكن ولن يكون، نعلم أن الكلفة عالية والثمن كبير ولا نتجاهل وليس لدنيا إنكار للواقع لكننا نعرف ما في صدور أبناء أمتنا وشعبنا من الصبر والتحمل والعزيمة والدعاء لأبنائها وفلذات أكبادها الموجودين على الجبهات، وإن النصر صبر ساعة. ولكن اسمحوا لنا. أفهم أنكم خصومنا السياسيين منذ زمان طويل، نحترم حق الاختلاف، وأفهم أنّ البعض منكم يحمّل حزب الله المسؤولية عن الحرب وهذا ما تقولونه علانية، بس اكسروا أعيننا مرة واحدة ببيان إدانة العدوان الإسرائيلي على لبنان، إدانة قتل المدنيين من النساء والأطفال، إدانة تدمير القرى والإبادة الجماعية، إدانة قصف البلديات وقتل رؤساء البلديات، إدانة تدمير سوق النبطية التاريخي، وأسواق صور القديمة، اجتماع في البريستول طيب مش أكثر، ألستم جماعة المجتمع الدولي والقانون الدولي، رسالة إلى الأمم المتحدة على الأقل فيها شكوى من القتل والمجازر وتدمير المنازل. لا تجرأون، “بتزعل عوكر منكم”، وإذا تكلمنا عنكم وواجهناكم بالحقيقة “بتزعلوا” والبعض أرسل لي رسائل أنه أنت في مؤتمرك الصحفي تخوننا، عجباً يرضى القتيل ولا يرضى القاتل”.