استهدفت إسرائيل، للمرة الثانية اليوم الأحد العاصمة بيروت. فبعد اغتيال محمد عفيف، مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله في غارة على شقة في رأس النبع، لم يعرف الهدف الذي عملت عليه غارة تمّ شنها على شارع مار الياس في بيروت، نسب الى بعض المصادر الإعلامية إشارتها الى أن الهدف هو قائد عسكري أخذ دورا بارزا في حزب الله مؤخرا.
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن رئيس قسم العمليات في “الجبهة الجنوبية” في حزب الله كان هدفا لغارة جوية أصابت سيارة وشقة في بيروت، لبنان.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، أن “هدف الهجوم في بيروت هو محمود ماضي، مسؤول العمليات على الجبهة الجنوبية لحزب الله. وقد تم القضاء عليه، بحسب التقارير”.
وقتل مع ماضي شخص ثان فيما قتل مع عفيف ثلاثة بينهم امرأة وجرح 14 آخرون.
وأعلن وزير التربية عباس الحلبي أن المدارس ومؤسسات التعليم العالي في بيروت والمناطق المحيطة بها ستغلق لمدة يومين.
وأعلن الحلبي في بيان “إغلاق المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي الخاصة” في بيروت ومناطق عدة مجاورة يومي الاثنين والثلاثاء لصالح التعلم عن بعد، وحث مديري المدارس والمدراء على “توخي الحذر”.
نعوة حزب الله لعفيف
وصدر عن حزب الله في وقت متأخر من المساء بيان نعي لمحمد عفيف وفيه:
ننعى إلى أمة المقاومة والإعلام المقاوم، وأمة الشهداء والمجاهدين، قائدًا إعلاميًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس، الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، والذي ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين في غارة صهيونية إجرامية عدوانية، بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم.
لقد التحق الحاج محمد عفيف، كما تمنى، برفاق دربه وبحبيب قلبه وأبيه الذي كان يحب أن يسميه بهذا الاسم، الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصرالله. كان ي ستمدُ من حكمته قوة، ومن توجيهاته رؤية وبصيرة ونورًا. لقد كان مثال الأخ الوفي، والعضد القوي، وأمينًا على صوت المقاومة، وركنًا أساسيًا في مسيرة حزب الله الإعلامية والسياسية والجهادية.
هو الذي لم ترهبه تهديدات العدو بالقتل، واجهها ببأسٍ شديد وبعبارته المشهورة: «لم يخفنا القصف فكيف تخيفنا التهديدات». أصر بشجاعته المعهودة على الحضور الإعلامي الجريء لمواجهة الآلة الإعلامية الإسرائيلية، ونقل صوت المقاومة وموقفها، ورسم معالم المعركة القائمة بكل وضوح من خلال إطلالاته الحية في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.
كان يرسم بقلمه النيّر ومواقفه الشجاعة أحرف المجد والانتصارات، ويدب الرعب في نفوس العدو، يخط بأوتار صوته عزف الموت لبيتهم الواهن. بندقية كلماته كانت تقتلهم، وصوته السيف كسر جبروتهم ، كان ينقل ما يفعله الكربلائيون في الميدان، ويسطر ملاحمهم في الإعلام، فكان حقًا أسد ميدان الإعلام، وهو الذي صدح بصوتٍ عالٍ في أذان العدو وقلوبهم قائلاً: «المقاومة أمة، والأمة لا تموت».
نتقدّم بالعزاء من صاحب العصر والزمان “عجل الله تعالى فرجه الشريف” ومن سماحة ولي أمر المسلمين حفظه المولى ومن الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم حفظه الله، ومن إخوانه المجاهدين في المقاومة الإسلامية، ومن عائلته الشريفة الصابرة المحتسبة، ونسأل الله تعالى أن يمّن عليهم بالصبر الجميل وثواب الدنيا والآخرة .
الجيش الإسرائيلي
في المقابل، هكذا اعلن الجيش الاسرائيلي قبل قليل اغتيال الحاج محمد عفيف:
أغارت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات العسكرية اليوم في منطقة بيروت وقضت على المدعو #محمد_عفيف مسؤول وحدة الدعاية في حزب الله الذي يعمل ناطقًا باسم التنظيم الأرهابي.
وكان المدعو عفيف التحق بحزب الله في الثمانيات وكان يشكل عنصرًا مركزيًا حظي بتأثير كبير على أنشطة حزب الله العسكرية.
وفي اطار عمله كان على التواصل مع جهات رفيعة المستوى للترويج والتخطيط والإشراف على أعمال عسكرية. كما وجّه في اطار منصبه نشطاء حزب الله في الميدان للحصول على مشاهد ميدانية وتلقى تعليمات من كبار قادة الذراع العسكرية للحزب بخصوص تبنى عمليات عسكرية ومن ضمنها عملية إطلاق المسيرة نحو منزل رئيس الوزراء في قيساريا في 19 من أكتوبر الماضي. تأثير المدعو محمد عفيف على التنظيم يثبت ضلوعه المباشر في أنشطة حزب الله العسكرية ضد إسرائيل.