دعا العديد من الشخصيات اليسارية، من بينهم جان لوك ميلانشون، إلى التجمع مساء الأحد في باريس ضد الإسلاموفوبيا، وذلك عقب مقتل مسلم في أحد مساجد البلاد، يوم الجمعة، على يد مواطن فرنسي.
وقد أطلق جان لوك ميلانشون، عبر منصة “إكس”، نداء للتجمع “ضد الإسلاموفوبيا” اليوم الأحد الساعة السادسة مساءً في باريس، عقب مقتل مصلٍّ، يوم الجمعة، داخل مسجد بمنطقة La Grand، في جريمة يُعتقد أنها كانت مُخططة مسبقًا، حيث صوّر القاتل ضحيته أثناء شتمه لـ”الله”.
في رسالته، أكد زعيم حزب “فرنسا الأبية” أن هذه المأساة “نتيجة للتحريض المستمر على الإسلام”، معتبرًا أنها “تجاوز لخط أحمر غير مقبول”.
ومن المقرر أن يشهد التج مع في ساحة الجمهورية بباريس دقيقة صمت تكريمًا لذكرى الضحية، الشاب العشريني أبو بكر. وقد تم تداول الدعوة أيضًا من قِبل شخصيات أخرى من حزب “فرنسا الأبية” مثل إيريك كوكريل وريما حسن، بالإضافة إلى زعيمة “حزب الخضر” مارين توندولييه.
وفي رده على هذه الجريمة،أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الأحد)، أن «العنصرية والكراهية القائمة على الدين لن يكون لهما مكان في فرنسا»، وذلك عقب مقتل مصلٍّ طعناً في مسجد، الجمعة، على يد رجل قام بتصويره وهو يُحتَضر.
وشدد الرئيس الفرنسي عبر منصة «إكس» على أن «حرية العبادة مصونة»، معرباً عن «دعم الأمة» لأسرة الضحية و«لمواطنينا المسلمين».
وزار وزير الداخلية، برونو روتايو، اليوم الأحد، بلدة أليس بجنوب فرنسا حيث وقع الهجوم، والتقى بقيادات دينية. ومن المتوقع تنظيم مظاهرة ضد الإسلاموفوبيا (كراهية الإسلام) في باريس مساء اليوم.
ومن جهته وصف رئيس الوزراء فرانسوا بايرو الحادثة بأنها “عمل إسلاموفوبي دنيء”، مضيفًا: “نحن نقف إلى جانب أسرة الضحية والمصلين المصدومين”، مشيرًا إلى أنه “تم تسخير إمكانيات الدولة للقبض على القاتل ومعاقبته”.
كما عبّر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM)، الهيئة السابقة لتمثيل الإسلام في فرنسا، عن “صدمته” إزاء هذا “الهجوم الإرهابي المعادي للمسلمين”، داعيًا مسلمي فرنسا إلى “اليقظة القصوى”، وفق بيان صحفي.
وشدد المجلس على “العواقب الكارثية لتطبيع الكراهية ضد المسلمين ونشرها إعلاميًا”، وأوصى المصلين بعدم البقاء بمفردهم أو معزولين داخل المساجد. كما دعا السلطات العامة إلى “إطلاق خطة وطنية فورية لتعزيز حماية أماكن العبادة الإسلامية”.
وكان المشتبه به، الذي ما يزال هاربًا، قد وجّه عشرات الطعنات إلى شاب كان يصلي داخل مسجد في بلدة La Grand-Combe الصغيرة بمنطقة La Grand، ثم قام بتصوير ضحيته وهو يحتضر بواسطة هاتفه المحمول، مرددًا مرتين: «لقد فعلتها (…)»، حسب مصدر قريب من التحقيق.
وفي إطار التحقيق الذي يتولاه جهاز الدرك الوطني في منطقة Grand، وفرقة البحث في مدينة Nîmes، والشرطة القضائية، نُفذت مداهمات يوم السبت، بحسب المصدر ذاته.
المعطيات الرسمية المتوفرة عن القاتل ما تزال قليلة: وُلد في مدينة ليون عام 2004، ويُدعى “أوليفييه أ”، وهو فرنسي من أصل بوسني، ويقيم بعض أفراد أسرته في منطقة Grand. لا يملك أي سجل جنائي، ويُعتقد أنه عاطل عن العمل.
وبحسب النائب العام في مدينة Nîmes، فإن المشتبه به “خطير للغاية” ومن “الضروري” القبض عليه قبل أن يرتكب المزيد من الج رائم. وأشار النائب العام، مساء السبت، إلى أن الشاب، في “كلامه المترنح” في الفيديو الذي صوّره بنفسه عقب الجريمة، بدا وكأنه “يبدي نيّته في تكرار فعلته”.